صيدا والجنوب

نائب رئيس بلدية صيدا يعتذر عن استلام الرئاسة

على وقع إعلان رئيس بلدية صيدا محمد السعودي قبول محافظ الجنوب منصور ضو استقالته رسمياً في سراي صيدا الحكومي، فجّر نائب الرئيس إبراهيم البساط قنبلة من العيار الثقيل وغير متوقّعة، إذ أبلغ السعودي عن رغبته بالاستقالة أيضاً من منصب نائب الرئيس واعتذاره عن تولي مهام الرئيس في ذات الوقت، حسبما كان متّفقاً عليه بين القوى السياسية في المدينة.

هذا التطور الذي فاجأ القوى الصيداوية وأعضاء المجلس البلدي أنفسهم، برّره البساط في حديث مقتضب لـ»نداء الوطن» بـ «ظروف خاصة وأسباب شخصية»، مشيراً إلى أنّ القرار جدّي واتّخذه بعد دراسة متأنّية، وقد أبلغه إلى السعودي أولاً خلال لقاء عقده في منزله في الهلالية.

وتدور أحاديث صيداوية كثيرة حول أنّ الاقتراب من منصب الرئيس فيه «محرقة» لصاحبه وتآكل لرصيده العام والخاص، حيث تمرّ البلدية بأوقات عصيبة لجهة عدم وجود الأموال الكافية للقيام بالمهام المطلوبة منها أو الشروع بمشاريع جديدة، إذ لم تقبض مستحقّاتها المالية من الصندوق البلدي المستقلّ منذ ثلاث سنوات، وإنه من الصعب تولي المسؤولية في ظلّ الظروف الراهنة مع استفحال الأزمة الاقتصادية والمعيشية والمشاكل التي تترنّح تحت وطأتها المدينة.

هذا القرار وضع البلدية أمام تحدّ كبير في تجاوز الأزمة الداخلية بعيداً من انفراط عقدها في حال لم يتم التوافق على انتخاب رئيس ونائبه في الجلسة التي بدأ التحضير لانعقادها يوم الأربعاء المقبل في الثاني من آب المقبل في سراي صيدا الحكومي تحت إشراف المحافظ ضو، في وقت ستعقد فيه اليوم جلسة للمجلس البلدي في القصر البلدي لتوكيل البساط بمهام الرئاسة بعد استقالة السعودي ولمدة أسبوع فقط إذا لم يتراجع عن قراره بالاستقالة.

وفي معلومات «نداء الوطن»، فإنّ القوى السياسية لم تتشاور بعد في إيجاد تسوية لإعادة انتخاب رئيس ونائبه من قبل أعضاء المجلس البلدي الذين وصلوا إليه بعد تنافس انتخابي حامي الوطيس، جمع تحالف النائب الدكتور عبد الرحمن البزري والنائبة السابقة السيدة بهية الحريري و»الجماعة الإسلامية»، مقابل لائحة «صوت الناس» المدعومة من الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أُسامة سعد.

ووفق المعلومات، فإنّه إذا لم يتمّ التوافق على تسمية الرئيس ونائبه خلال الأيام القليلة المقبلة للفوز بالتزكية، فإن جلسة انتخاب ستعقد وفق الأصول وسيقترع أعضاء المجلس البلدي لمن يرونه مناسباً للمنصبين، في وقت أكد نائب رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان الدكتور بسام حمود لـ»نداء الوطن» انفتاحه على التشاور مع فاعليات المدينة وحرصه على الحفاظ على المجلس البلدي «وأن يكون له رئيس ونائب للرئيس» كما على حالة الاستقرار في المدينة «في هذه الظروف الاستثنائية والتي تتطلّب من الجميع أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية».

من جهة أخرى، أبدى السعودي لـ»نداء الوطن» بعد الإعلان عن قبول استقالته، رضاه عمّا أنجزه خلال الولايتين الأولى والثانية من عهد البلدية، مشيراً إلى أنه واجه صعوبات جمّة في الولاية الثالثة الممدّدة لمدّة عام ولذلك رفض الولاية الرابعة الممدّدة أيضاً، مضيفاً «أن الأزمة الاقتصادية جعلت البلديات مكبّلة اليدين وتأكل من رصيدها»، داعيا أبناء صيدا إلى «أن يكونوا يداً واحدة ومساعدة البلدية في مهامها لأن المسؤولية مشتركة بين الجميع والحمل ثقيل».

وكان السعودي قدّم استقالته للمرّة الأولى في 12 كانون الأول من العام 2022 الماضي في مكتب المحافظ ضو في سراي صيدا، لكن الأخير تريّث حينذاك في توقيع قبولها، إفساحاً في المجال أمام السعودي لقراءة جدّية استنفد خلالها كل السبل الإيجابية التي تستدعي بقاءه في رئاسة البلدية، ثم قدّمها مرة أخرى في 21 حزيران الماضي، وقرّر المضي بها جدّياً حيث وقّعها المحافظ ضو معلناً قبولها بشكل رسمي.

المصدر | محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock