صيدا والجنوب

في صيدا: “الشمسية” للميسورين… والمطر والبرد للفقراء

هطلت الأمطار في الأيام القليلة الماضية، إستبشر المواطنون والمزارعون خيراً، لكنّها كشفت عن تراجع كبير في سوق بيع مظلات الشتاء (الشمسية) بعدما إرتفعت أسعارها بشكل لافت إرتباطاً بصرف الدولار الإميركي، حيث تُلقي الأزمة المعيشية والإقتصادية بظلالها السلبية على مختلف نواحي الحياة.
في المفهوم الشعبي عند الفقراء والعائلات المتعفّفة، لم يعد الشتاء نعمة، تحوّل نقمة وعبئاً مالياً إضافياً، تجاوز القدرة على تحمّل رسوم الاشتراك بالمولدات الخاصة للإنارة فقط، إلى السؤال عن كيفية تأمين الدفء في ظل موجات البرد وإرتفاع سعر قوارير الغاز أو التدفئة على المازوت، ليخلصوا إلى النتيجة المرّة: الخيار البديل أو المتاح إقفال أبواب المنازل ونوافذها جيداً وإرتداء الثياب السميكة.
وخارج المنازل، بدأ بيع المظلات في أسواق صيدا التجارية يشهد جموداً بخلاف السنوات السابقة، ورصدت «نداء الوطن» في جولة ميدانية قلّة من المواطنين يحملون المظلة، كثرٌ يتنقّلون تحت المطر في حال كان خفيفاً والبعض يفضّل الإنتظار قليلاً حتى يهدأ، أو تأجيل التسوّق برمّته إلى وقت آخر يكون فيه الطقس مشمساً.
أمام محل «أورجينال مقشر»، في شارع رياض الصلح الرئيسي وسط المدينة، تستريح عشرات المظلات في سلّة بلاستيكية بيضاء، وقد إستنكف الزبائن عن شرائها بسبب إرتفاع أسعارها، ويقول نجل صاحب المحل علي حسين مقشر لـ»نداء الوطن»: «إنّ البيع تراجع كثيراً لأنّ أولويات الناس باتت تأمين لقمة العيش وقوت اليوم من دون النظر إلى أي تفاصيل أخرى مهما كانت».
ويضيف بحسرة: «كان ثمن المظلة يتراوح بين 5 و 10 الآف، أما اليوم وبعد الأزمة الإقتصادية فأقلّ مظلّة بـ 200 ألف وتصل إلى 400 ألف، وقلّة منها يباع بالدولار الأميركي وتصل إلى 15 دولاراً، فيما المظلات الصغيرة والخاصة بالأطفال اختفت ولم تعد تباع مطلقاً». ويلفت الى «أنّ بعض الزبائن يقصدون المحل، يسألون عن سعر المظلة، بعضهم يتأفّف ويمضي سريعاً، وقلّة منهم تشتري بعد طول جدال طمعاً في تخفيض السعر قليلاً أو الإستفادة من عرض ما، وهذا الأمر بات طبيعياً وعادياً في خضم أزمة معيشية هي الأسوأ في تاريخ لبنان».
في ذات الشارع، يقف أبو هادي المجذوب أمام المظلات، يتأمّلها الواحدة تلو الأخرى، ويقلّب بين أحجامها وألوانها، قبل أن يسأل عن سعرها ويقول لـ»نداء الوطن»: «إنّها غالية، أفضّل المشي تحت الشتاء على الشراء، لدي عائلة كبيرة وأفكّر دوماً في كيفية التوفير أو تأمين البديل، الحياة صعبة وقاسية ومن لا يتأقلم معها ينتهي به الحال مديوناً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock