أخبار لبنانية

اللواء ابرهيم: ما حلّ بوطننا ليس قضاءً ولا قدرًا!

بمناسبة العيد التاسع والسبعين لاستقلال لبنان، وجّه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، النشرة التوجيهية وجاء فيها: “أيها العسكريّون، يمر لبنان اليوم بأسوأ مراحله. وما نزل بنا وأُنزل علينا، لم يسبق أن سجّلهُ تاريخ هذا الوطن الذي تحول من مُصدّر للحضارة إلى مرتع للإنهيارات بكل تعابيرها القاسية التي لم تُبقِ لا بشراً ولا حجراً”.

ولفت إلى أنّ، “هذا ما يستدعي منا، نحن أبناء القَسَم لله وللوطن، أن نكون على أهبة الإستعداد لما قد يحصل على كل المستويات، خصوصاً أننا مسؤولون أمام اللبنانيين لصون الوطن وحمايته في وجه كل العاتيات”.

وقال: “أيها العسكريون، ما حلّ بوطننا ليس قضاءً ولا قدراً، بل هو نتيجة لسياق داخلي عقيم أتى على كل شيء، حتى صار لبنان بحاجة إلى بطاقة تعريف جديدة عن دوره ووظيفته في الداخل وفي محيطه الاقرب والبعيد”.

وأضاف، “بعدما كان لبنان مُصدّراً للحرف وللحضارة الانسانية التي ترتكز على الحرية والتعدد الثقافي والديني، صار مرتعاً للطائفية والمذهبية والمناطقية، وساحة للاستزلام الغريزي اللذين ضربا مفاصل الدولة بكل مؤسساتها. وطالما ان هناك مسؤولين يدعون انهم ضمانة الدولة، فلن يكون لنا وطن، لأن الدول لا تقوم على ضمانات أشخاص، بل المؤسسات الدستورية والالتزام بتطبيق القوانين هما وحدهما اللذان يبنيان الدول ويحميان مستقبل الأجيال”.

وأردف، “أيها العسكريون، ليس سراً أن كُل شيء سقط. وسقطت معه الاخلاق والقيم، وباتت لغة الكراهية والحقد والرياء وشراء الذمم سمة منصات استظلت الحرية وتعطيل القضاء، فضربت عرض الحائط مفاهيم حرية التعبير ومعايير شرف المهنة، فكان الانهيار على كل المستويات مما افقد لبنان مهمته ورسالته. ولا قيامة لدولة او خلاص لوطن الا بإعادة احياء الدولة الحديثة الموحدة والقادرة على حماية ذاتها وشعبها”.

وتابع، “بعد أن صار لبنان عارياً من كُل أدواره ووظائفه، فيما القتال على جنس الملائكة يمتد فصولاً وأشكالاً لا لشيء، إنما لبرهنة قدرة هذا وذاك على أهليته لقيادة هذه الجماعة أو تلك”.

واستكمل “أيها العسكريون، إن واجبَكم الوظيفي، وقسمَكُم بالله يوجِبان عليكم الوفاء والصمود مهما اشتدت الازمة، وها نحن نمر في أحلك ظروفها، ونختبر قساوة المِحَن والتجارب.
كونوا كما عهدكم وطنكم وشعبكم، أبطالا في وجه كل عدوان، أبناء القانون والمؤسسات لا ابناء الظروف الفئوية ولا منافعها الآنية”.

وختم اللواء ابراهيم، “سيكتب التاريخ أننا ما اسْتكنّا ولا رَضَخنا. كما سيكتبُ أيضاً أننا ما ارتضينا هواناً لأجل مكاسب شخصية، فنحن واياكم وكل اللبنانيين أبناء الدولة، أبناء لبنان الجامع، العربي الهوية والانتماء، النهائي الكيان والمتمسك بالعيش المشترك الواحد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock