اقلام وافكار حرة

ثلاثيّ حمساوي – إيرانيّ” ينفّذ انقلاباً داخل الجماعة الإسلاميّة

في تاريخ الدولة العثمانية، ولا سيّما بعد وفاة السلطان سليمان القانوني، أزمنة كان فيها السلطان ضعيفاً، والحكم الفعليّ بيد الصدر الأعظم، وأزمنة أخرى كان الاثنان فيها ضعيفَيْن، والسلطة بيد ثلّة من أصحاب الرُتب الرفيعة.

المثال على ذلك الأكثر رسوخاً في الذاكرة كان في السنوات الأخيرة من حياة الدولة العليّة، حينما تربّع على عرشها السلطان محمد رشاد (1909-1918)، بعد خلع أخيه السلطان عبد الحميد، وكان مجرّد واجهة ليس له من الأمر شيء. وكذلك الصدور العظام الذين كان يتمّ تغييرهم باستمرار، بما جعلهم على هامش التاريخ. أمّا السلطة فقد قبض عليها الثلاثيّ الشهير: أنور، وطلعت، وجمال. وللأخير مكانة بارزة في تاريخنا نالها بإعداماته الشهيرة التي جعلت اسمه مقروناً بصفة “السفّاح”: جمال باشا السفّاح.

هذا المثال بكلّ ما يختزنه من ذكريات مريرة لتهاوي آخر إمبراطوريات الإسلام السنّيّ، نستطيع إسقاطه على الجماعة الإسلامية في لبنان. بالطبع هي ليست دولة ولا ذات حضور سياسيّ وازن. وبالكاد تمكّنت خلال العقود الثلاثة الماضية من حفظ مكان لها على هامش السلطة. بيد أنّها التنظيم السياسي السنّيّ الأكثر عراقة في لبنان، ولديها انتشار في كلّ مناطق الوجود السنّيّ، من عكّار شمالاً حتّى شبعا جنوباً. وفي الوقت نفسه هي جزء من تنظيم إسلاميّ عالميّ هو تنظيم الإخوان المسلمين الذي يقترب من ذكرى تأسيسه المئويّة.

سامر زريق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock