اقلام وافكار حرةصيدا والجنوب

صيدا: غاب الطلّاب والمعلّمون وحضر المديرون

فشلت المساعي السياسية والتربوية والنقابية في تأمين عام دراسي ناجح منذ انطلاقه، وهو ما زال يترنّح تحت وطأة تداعيات الأزمة الإقتصادية التي أصابت كلّ قطاعات الدولة بما فيها التعليم الرسمي. فالمعلّمون غير قادرين على الاستمرار في التدريس لأنّ رواتبهم لا تكفي أجرة الإنتقال إلى المدارس، بعدما تخلّفت الدولة عن دفع الزيادة التي وعدتهم بها.

تجلّيات الأزمة ظهرت بوضوح في الإضراب التحذيري ليوم واحد الذي أعلنه مديرو ومعلّمو المدارس الرسمية في صيدا وجوارها وقد وصفوه بـ»التعطيل قسراً» بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمرّ بها الجميع، لا سيّما المعلّمين الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن الحضور إلى مراكز عملهم، أو تحمّل كلفة النقل فضلاً عن تأمين أبسط حقوقهم الإنسانية.

وقالت أوساط تربوية «إنّ التعطيل القسري هو بمثابة ناقوس خطر للأسوأ القادم، بل هو صوت المعاناة علّه يصل إلى من يعنيهم الأمر»، مشيرة إلى أنّ «رابطة التعليم الأساسي في لبنان أبلغت المعلّمين بإمكانية عدم حضورهم الى مدارسهم ثلاثة أيام في الأسبوع (الإثنين والثلاثاء والأربعاء) بسبب كلفة أجرة النقل، ولكنّهم فضّلوا المضيّ قدماً في التحذير وصولاً إلى التعطيل القسري ثلاثة أيام ثم الإضراب المفتوح حتى تستجيب وزارة التربية والتعليم لمطالبهم المحقّة».

وعُلم أنّ قرار التعطيل ليوم واحد اتّخذ بعد تشاور بين مديري مدارس صيدا الذين إتفقوا على إصدار بيان تفادياً لحصول أي إرباك بين المدارس نفسها من جهة، ومع الطلاب من جهة أخرى، وصولاً إلى توفير دفع أجرة نقل على ذويهم من دون أن يتعلّموا، والخطوة التالية تتّجه نحو التعطيل مجدداً ليوم واحد ثم لثلاثة أيام.

وفيما إلتزمت مدارس صيدا ومنطقتها بالتعطيل، أقفلت الصفوف وغاب المعلّمون وحضر المديرون وبعض أفراد الهيئة الإدارية ولازم الطلاب منازلهم.
محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock