مخيم عين الحلوة بين نارين .. اما التسليم باستحالة توقيف المطلوبين او جولات عنف مقبلة ؟

محمد صالح

يبدو المشهد العام حول مستقبل مخيم عين الحلوة ضبابي للغاية .. فالدمار والخراب قد اتى على اجزاء واسعة منه في جولة الاقتتال الاخيرة .. ومصير المخيم واهله وسكانه وكل من عليه وفي صيدا ومحيطها بات رهن اتفاقية تضمنت بنودا عدة يبدو هناك استحالة لغاية اليوم في تطبيقهاجميعها .. خاصة بند تسليم المطلوبين المتهمين باغتيال اللواء ابو اشرف العرموشي الى القضاء اللبناني . علما ان “حركة فتح” تتهم المتشددين باغتياله .

في عين الحلوة هناك خشية من ان بند تسليم المتهمين قد يدمر المخيم برمته, , حيث يعرب “مراقبون” عن مخاوفهم الشديدة من وقوع جولات قتال اخرى تكون اكثر ضراوة واشد عنفا , خاصة ان المعنيين ليسوا في وارد تسليم انفسهم لاية جهة مطلقا … هذا اقله لغاية اليوم وفق ما يتردد في المخيم .

ويسأل “المراقبون” : هل يتم التعايش مع مسالة بقاء المتهمين بالاغتيال خارج الاعتقال والتسليم بمسالة استحالة توقيفهم .. وبالتالي تعود الامور الى سابق عهدها في المخيم والحياة الى طبيعتها .. ام ان ل”حركة فتح” راي اخر واصرار على بند التسليم ؟.. لافتين الى عدم وجود اي مخرج لغاية اليوم يدل على ان هذا البند غير قابل للتطبيق في وقت قريب ؟.

في كل الاحوال فان الوضع في المخيم يمر بمعضلة شديدة التعقيد , حيث تصر “حركة فتح” وفق اعلامها على بند تسليم من تتهمهم ب”القتلة” الذين اغتالوا اللواء العرموشي ورفاقه , واعطت مهلة زمنية لاجل ذلك , وتطالب “الجهة التي تعهدت بتسليمهم اي “حركة حماس” بتنفيذ ما وعدت به خلال التوافق على بنود اتفاقية وقف اطلاق النار” .

في مخيم عين الحلوة يشيرون الى ان الثابت الايجابي الوحيد لغاية الان ينحصر بثبات وقف اطلاق النار في كل محاور القتال بين “حركة فتح” من جهة و”تجمع الشباب المسلم” من جهة ثانية , وهو البند الاول في اتفاقية طويلة عريضة من عدة بنود ..

ومع ذلك فإن بند وقف اطلاق النار وتطبيقه على الارض قد ارسى الهدوء واعاد الطمانينة النفسية الى سكان المخيم والى صيدا وجوارها التي استعادت انفاسها وعادت الحركة بمختلف اوجهها اليها ..

ولكن حتى تنفيذ هذا البند لم يساهم مطلقا بعودة من نزح من اهالي وسكان المخيم وهم بالمئات الى بيوتهم وفضّلوا البقاء في اماكن ايوائهم المؤقتة خارج المخيم اما لان بيوتهم مدمرة ومحروقة , او لحين جلاء كل الامور بوضوح .. اذا كانت بيوتهم سليمة .

مشددين على انه باستثناء ذلك بقي كل ما ورد في الاتفاقية هو مجرد بنود جرى التوافق عليها بين كل الذين تحاوروا واجتمعوا والتقوا كقيادات فلسطينية مركزية قدمت من خارج لبنان .. وبقيت وعودا وتعهدات اعطيت الى المراجع والقيادات اللبنانية التي رعت تلك الاتفاقية لضمان حسن تنفيذها .

ويرى كثر في مخيم عين الحلوة ان لا شيء يوحي لغاية اليوم بان تلك البنود ستكون قابلة للتنفيذ قريبا .. وخير دليل على ذلك فان بند اخلاء المدارس من المسلحين لم ينفذ بعد والعام الدراسي على الابواب .. وهذا يعني حرمان اكثر من 6000 تلميذ في المخيم من مقعد دراسي ؟…. بالرغم من كل مناشدات وكالة الانروا المتعلقة بذلك .

اكوام من النفايات

الى ذلك خرجت مناشدات واصوات من داخل مخيم عين الحلوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشير الى النفايات المكدسة في ازقة وزواريب المخيم وبين الاحياء الضيقة وتنبعث منها الروائح الكريهة وباتت مصدرا للقوارض والحشرات, وتطالب بدخول اليات ومعدات وكالة الأونروا للقيام بواجبها برفع اكوام النفايات من المخيم .

ضو و كلاوس

وكان محافظ الجنوب منصور ضو قد التقى اليوم بمكتبه في سرايا صيدا الحكومي، المدير العام لوكالة “الاونروا” في لبنان الدكتورة دوروثي كلاوس ، وجرى البحث باوضاع مخيم عين الحلوة وتداعيات ألاحداث الاخيرة وخاصة وضع المدارس في المخيم مع قرب افتتاح العام الدراسي .

جولة

وفي سياق متصل جال الامين العام ل”الحزب الديموقراطي الشعبي” محمد حشيشو يرافقه وفد في مخيم عين الحلوة متفقدا اوضاعه بعد جولة الاشتباكات الاخيرة .
شملت الجولة بستان القدس والملعب الاحمر واطراف الصفصاف وسوق الخضر , كما زار الوفد مراكز كلٍ من الجبهتين الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الاسلامي وعدد من القيادات الفلسطينية.
حشيشو شدد على ضرورة وضع حد نهائي للقتال الذي لا يخدم سوى العدو الصهيوني , وان الاشتباكات تأتي في سياق المخطط الاميركي – الصهيوني لشطب مخيم عين الحلوة كمخيم للاجئين والغاء حق العودة . داعيا وكالة الاونروا للقيام بواجباتها كونها الشاهد الاممي على جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها.. محذرا من استمرار التوتير وشل الحياة وتهجير عدد كبير من سكان المخيم اضافة الى الاضرار الجسيمه في بيوت الاهالي .
وعوّل حشيشو على جهود القوى الفلسطينية لنبذ العصابة المشبوهة التي اغتالت اللواء العرموشي من جهة، وعدم الانجرار الى تدمير المخيم انتقاما من القتَلة وهو ما يريده اعداء القضية الفلسطينية من جهة اخرى.