صيدا والجنوب

المفتي سوسان في رسالة العام الهجري الجديد: الظلم مهما اشتد إلى انتهاء مخاوف من إضفاء الطابع المناطقي والطائفي على مشكلة النفايات

الأسرار والخبايا التي لم تخلُّ من العتب والاستياء والتي دفعته إلى إعلان فرط “مبادرة صيدا تواجه” التي تضم القوى الصيداوية الرئيسية، أودعها الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد في جعبة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم م سوسان خلال زيارته في دار الإفتاء الإسلامية في صيدا.

الزيارة التي خرقت حالة الترقب في المدينة، تناولت مختلف الملفات الساخنة بدءا باستقالة رئيس البلدية محمد السعودي مرورا بالتوافق على عدم فرط المجلس البلدي عبر اختيار إبراهيم البساط رئيسا وعبد الله كنعان نائبا للرئيس، وصولاً إلى إنجاز المعاملات الإدارية لتولي شركة “سيتي بلو” مهمة جمع نقل النفايات، كشفت أن القوى السياسية تمترست في مواقعها بانتظار تطور جديد يُعيد تكريس اللحمة مجددا.

وأبلغت مصادر مسؤولة “نداء الوطن”، أن النائب سعد يعكف على تقييم المرحلة السابقة بدقة وهو يتأنى في اتخاذ أي قرار للتحرك الاحتجاجي في الشارع فورا، إذ يقول مقربون منه: “حتى الآن لم يُبلّغ مناصريه بقرار التحرك أو توقيته، إذ سيستنفذ كل الوسائل المتاحة قبل إعطاء الضوء الأخضر”.

وفق هؤلاء، سعد يضع في سلم أولوياته معالجة مشكلة النفايات بأبعادها الثلاثة، الجمع والنقل، الكنس ومعمل معالجة النفايات الحديث الذي دعا أكثر من مرة إلى مصادرته وإدارته من قبل بلدية صيدا وفريق من المتخصصين، ولكن دعوته لم تلقَ التجاوب المطلوب من القوى الصيداوية الأخرى.

بمقابل حالة الترقب السياسي، بلغ الاستياء الشعبي من تفاقم مشكلة تراكم نفاياتها ذروته، حيث ضجت أروقة المدينة وشوارعها بالتساؤلات حول دور الميسورين والأغنياء في إطلاق مبادرة تُعيد للمدينة وهج نظافتها ورائحتها الزكية من زهر الليمون والتي حلَّت مكانه الروائح الكريهة والحشرات والقوارض. مع تفشي ظاهرة حرق النفايات للتخلص منها.

والاستياء تمدَّد إلى خارج حدود المدينة، إلى قرى منطقتها وسط مخاوف من أن تؤدّي إلى مشكلاتٍ تأخذ أبعاداً مناطقية أو طائفية، إذ شكا بعض السكان من قيام أبناء القرى المجاورة من رمي نفاياتهم في مستوعبات أو في الطريق الرئيسي أو على الأرصفة، والبعض الآخر من الاهتمام برفع النفايات من مناطق دون أخرى في ذات البلدة، وقد عبر عن ذلك بوضوح إشكال وقع في منطقة القياعة على خلفيّة التخلص من النفايات وجرى استيعابه.

من جهة أخرى، دعا مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في رسالة العام الهجري الجديد، إلى التعلم من ذكرى الهجرة النبوية بأن الظلم والطغيان مهما اشتد وتناهى فإنه إلى انتهاء واندحار، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يستسلمَ للباطل أو أن يدب اليأس والقنوط إلى نفسه. وإنما عليه أن يصبر ويصابر وأن يأخذ بالأسباب المتاحة أمامه معتمداً في ذلك كله على ربه وخالقه لاجئاً إليه متوكلاً عليه مفوضاً الأمور كلها إليه جل وعلا. فإن من توكل على الله كفاه، ومن لاذ به حماه، ومن استنصر به نصره ووقاه وإن خذله أهل الأرض أو كادوا به.

وقال المفتي سوسان إن “الهجرة النبوية حدث غير مجرى التاريخ، حمل في طياته معاني الشجاعة والتضحية والأباء والصبر والنصر والفداء والتوكل والقوة والإخاء والاعتزاز بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء، فهجرة رسول الله صلى الله وعليه وسلم إلى المدينة المنورة كانت سعياً حثيثاً لإقامة مجتمع جديد، مجتمع إسلامي وبناء أمة وإنشاء دولة جديدة تقوم على الربانية والإنسانية والأخلاقية والعالمية ومنطلقا لنشر الدعوة في أرجاء الجزيرة العربية والبلاد المجاورة لتحرير الإنسان من عبودية المال والأشخاص والشهوات، ليسود العقل والعدل والإحسان، وترتفع رايات الإيمان والإسلام والسلام، ويضيء نور الهداية والتوحيد أمام جميع الخلق ويزول الشرك فلا يُعبد إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد المنفرد بالجلال والكمال”.

نداء الوطن: محمد دهشة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock