أخبار لبنانية

وزير البيئة في لقاء عن التمويل المناخي: نحن أمام فرصة جدية للاستفادة منه عبر الصندوق الأخضر

عقد لقاء حواري وطني تشاركي عن التمويل المناخي بين القطاع الخاص وصناع القرار في القطاع العام، بعنوان “القطاع الخاص والتمويل المناخي: حوار عن مجالات التعاون”، في حضور وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، وبدعم الصندوق الأخضر للمناخ والمؤسسة الحكومية الدولية South Center. وتناول البحث دور القطاع الخاص في تحسين فرص حصول لبنان على تمويل خاص من الصندوق الأخضر للمناخ GCF، وهو المصدر الأهم لتمويل المشاريع المرتبطة بالمناخ في البلدان النامية، لتمكينها من تلبية الأهداف المناخية المحددة في اتفاق باريس للمناخ في العام 2015.

شاركت في الحوار جهات ومؤسسات أجنبية ومحلية كان لممثليها مداخلات خلال اللقاء، وهي: مؤسسة التمويل الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، شبكة الميثاق العالمي للأمم المتحدة لبنان، صندوق أرومينا، بنك عودة، بيريتك، Capital EE، الصندوق الاستثماري “Cedar Oxygen Fund”. وحضرت اللقاء جهات محلية مصرفية وتأمينية وصناعية وتجارية وهيئات من المجتمع المدني وممثلون للقطاع الخاص والعام. وأدار الحوار وساهم في تصميم اللقاء رئيس مجلس إدارة شركة كابيتال كونسيبت ياسر عكاوي.

ويضع هذا اللقاء نشاطات القطاع الخاص المراعية للمناخ في صلب خيارات الاستثمار وفرص نمو الأعمال، ويوضح التغييرات في النموذج العالمي لممارسة الأعمال في مواجهة التغير المناخي. ويحضر القطاع الخاص اللبناني لمزيد من التكيف مع هذه التغيرات ولما يجب أن يتوقعه باعتباره لاعبا محليا وعالميا.

تحديات وحلول
وطرح جدول الأعمال موضوع استدامة الشركات، والذي بات أساسيا للبقاء في الاتجاه الاستثماري العالمي، إذ أضحت النشاطات المراعية للمناخ في صميم قرارات الاستثمار وفرص نمو الأعمال. وكان تسليط للضوء على سبل تحول النموذج العالمي لممارسة الأعمال في سياق تغير المناخ، ودور القطاع الخاص اللبناني كجهة فاعلة في الاقتصاد المحلي وفي عالم معولم. وتم تحديد الأدوات والمسارات المؤدية إلى بناء مرونة مالية طويلة الأجل. وطرحت على طاولة البحث الأدوات والخيارات المتاحة للشركات اللبنانية لمواءمة نفسها مع التغيرات الحتمية في ممارسة الأعمال والحفاظ على ميزة تنافسية في ظل التغير المناخي، وناقشت سبل الحصول على دعم من الصناديق والشبكات الدولية لدمج الاستدامة وبناء نماذج خضراء في استراتيجيات الأعمال.

وفي الاستثمارات المناخية الخاصة بلبنان، ركز اللقاء على معرفة مدى اهتمام الشركات الخاصة اللبنانية بالتمويل المناخي ورغبة المستثمرين في التنويع وتحضير محافظهم الاستثمارية. ومن خلال مناقشة واقع الاستثمارات الخضراء في لبنان، ناقش الحاضرون الاهتمامات الرئيسية للقطاع الخاص وسبل المضي نحو الانتعاش الأخضر.
وزير البيئة
وفي كلمته الافتتاحية قال ياسين: “نقدر الحاجات الاستثمارية السنوية بمليارات الدولارات. لذلك، ينبغي تمويل المشاريع المناخية من كل من المجتمعين الدولي والمحلي، بما في ذلك القطاع الخاص. نحن أمام فرصة جدية للاستفادة من التمويل المناخي الذي يقدمه الصندوق الأخضر للمناخ لتحقيق نقلة نوعية نحو التنمية ذات انبعاثات الكربون المنخفضة والمتكيفة مع المناخ. إن فرص الاستثمار المتعلقة بالمناخ مصممة لتتفوق في الأداء على الاستثمارات التقليدية: ليس فقط من خلال جني عوائد مربحة طويلة الأجل، ولكن أيضا من خلال تحسين مكانة الكيانات وسمعتها على المستوى العالمي، وبالتالي تشجيع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى البلاد”.

عربيد
بدوره قال عربيد: “الاقتصاد الداعم للبيئة هو الاقتصاد الوحيد القادر على العمل والانتاج، في وقت قريب جدا. وعلى كل شركة وصاحب اعمال ان يجد مستقبله في ضوء هذه الحقيقة، الآن”.

أهداف مناخية خاصة بلبنان
تقوم وزارة البيئة، بالتواصل مع الجهات المعنية المحلية، بإنشاء برنامج وطني لأولويات الاستثمار في المشاريع ذات الصلة بالبيئة والتنمية، من خلال المشاورات والحوارات المنظمة من اجل تحقيق أهداف عدة كتخفيف الانبعاثات الناتجة من التغير المناخي، من خلال اعتماد حلول الطاقة المتجددة وتدابير كفاءة الطاقة وسياسات النقل العام والمستدام وممارسات زراعية مستدامة، والتكيف مع الآثار الناتجة من هذا التغير المناخي عبر تعزيز مرونة قطاع الزراعة وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية واستصلاح الأراضي الزراعية وزيادة الغطاء الأخضر والغابات وتطوير خدمات المياه المستدامة، بما في ذلك أنظمة الري، إضافة إلى إدارة التنوع البيولوجي البري والبحري والحفاظ على النظام الإيكولوجي والحد من تأثير العوامل المناخية المتطرفة في المناطق الساحلية والمدن، وضمان الصحة والسلامة بشكل عام من خلال نظام صحي مراعٍ للمناخ وتقليل مخاطر الكوارث وحصر الأضرار، وضمان الأمن الغذائي ودمج الحلول القائمة على الطبيعة.
تمويل المشاريع الخضراء
ويدعم الصندوق الاخضر للمناخ القطاع الخاص من خلال ادوات متنوعة كالتسهيلات الائتمانية للمؤسسات المالية والاستثمار في الأسهم والقروض الطويلة الأمد المنخفضة الفائدة والمنح وأدوات التخفيف من المخاطر. وفي ظل الازمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، يمثل الحصول على تمويل للمشاريع المناخية من خلال الهيئات المعتمدة من الصندوق الاخضر للمناخ، كالمصارف الانمائية المتعددة الأطراف، فرصة فريدة للشركات الخاصة لخلق فرص عمل مبتكرة من شأنها أن تساعد في تنشيط الاقتصاد وبناء مستقبل مستدام.
ويدعم تمويل المشاريع المناخية مساعي إعادة البناء في لبنان على أسس أكثر صلابة. هذه فرصة فريدة للاستثمار في المستقبل، والطاقة المقبولة التكلفة، والسكن الفعال في استخدام الطاقة، وأنظمة الزراعة المستدامة، وأنظمة النقل النظيفة التي تؤدي إلى تفادي الازدحام وتلوث الهواء. إن الاستثمار الآن في البنية التحتية المتكيفة مناخيا هو بمثابة استثمار لأجل غد مزدهر.

الصندوق الأخضر للمناخ
وتم إنشاء الصندوق الأخضر للمناخ من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCC) في العام 2010. هذا الصندوق هو جهة ممولة متعددة الأطراف تقدم تمويل المشاريع المناخية للبلدان النامية لدعمها في تحقيق أهدافها المتعلقة بالتغير المناخي بموجب اتفاقية باريس. والهدف من الصندوق الأخضر للمناخ هو إنجاز نقلة نوعية نحو التنمية ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة والمتكيفة مع المناخ في البلدان النامية. وكلما زاد حجم المشروع، كلما زادت قدرته على إحداث تحول، وبالتالي فرص حصوله على تمويل من الصندوق الأخضر للمناخ.

دور وزارة البيئة
وتلعب وزارة البيئة، بصفتها جهة وسيطة بين لبنان والصندوق الأخضر للمناخ، دورا رئيسيا في دعم الاستثمارات الخضراء في لبنان لمساعدة البلاد في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات ومتكيف مع تغير المناخ من خلال الشراكة الوثيقة مع قطاع الأعمال والهيئات المعنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock