أخبار لبنانية

من قال أن مشكلة الحكومة هي بين عون والحريري فقط؟

غادر رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ إلى ​الخليج​ في زيارة يصفها بـ”العائلية”، وتوقفت عجلة ​تشكيل الحكومة​ بانتظار العام المقبل بعد أن استمر الخلاف بين الحريري و​رئيس الجمهورية​ ميشال عون حول التوزيع الطائفي للحقائب، بعد الإتفاق “المفترض” على عدد الوزراء، ولكن يبدو أن هذا الخلاف ليس يتيماً، وليس وحده من يؤخّر ولادة الحكومة.

في مقابلته الأخيرة، أعلن أمين عام ​حزب الله​ ​السيد حسن نصر الله​ أن الخلاف بين الحريري وعون هو أحد العراقيل التي تؤخّر ولادة الحكومة، وأن هناك بعض منها مخفيّ تحت الطاولة، والتي ستظهر للعلن ربما بعد حل معضلة “الحريري–عون”، وهذا ما يعني أن الخلافات بين المكوّنات التي يفترض بها تشكيل الحكومة أكبر مما هو مُعلن.

تكشف مصادر سياسية مطّلعة أن مسألة تمثيل حزب الله في الحكومة المقبلة لا تزال تمثّل عائقاً أساسياً أمام ولادتها، وهذا العائق لا يزال مخفيّاً لأنه من غير المفيد فتح الجبهات في وقت واحد، وهناك شبه اتفاق بين حزب الله والحريري على تأجيل البحث في هذه المسألة إلى حين إتمام الإتفاق حول مسائل أخرى، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة المكلّف يسعى لتأجيل حل الخلاف حول مشاركة حزب الله بالحكومة المقبلة الى حين رحيل إدارة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، لأنّه علم بأنّ الإدارة المقبلة قد لا تمانع وجود الحزب بالحكومة بشرط عدم سيطرته عليها وعلى قرارها، وهذا ما لمسه الحريري من أحد المستشارين الأميركيين من أصل لبناني في إدارة الرئيس المنتخب ​جو بايدن​.

يصرّ الفريق الشيعي على تسمية الوزراء الذين سيمثّلونه في الحكومة، ويصرّ الحريري على اختيار الوزراء بنفسه، مع العلم أنّ الفريق الشيعي سلّم الحريري لائحة بأسماء وزراء مقترحين، ولكن وبحسب المصادر فإنّ الأخير لم يلتزم بشكل كامل بهذه الأسماء حين قدّم المسوّدة الحكوميّة الى ​الرئيس عون​، وهذه المسألة لم يقتنع بها الفريق الشيعي بعد.

كذلك لا تقف العراقيل عند هذا الحدّ، فهناك مسألة أساسيّة أيضا عنوانها التمثيل الدرزي، فالحريري يقف بين عائقين، الأول إصرار الحزب الديمقراطي على ألاّ يكون للدروز وزيرا واحدا بالحكومة المقبلة، والثاني إصرار ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ على الحصول على وزارتين وازنتين للوزير الدرزي، على أساس أنّ التمثل بوزير واحد للدروز يجب أن يقابله الثمن بوزارتين كبيرتين، ليكون التمثيل الدرزي بالحكومة وازناً.

كل هذه العراقيل تنضمّ الى الأزمة الأساس المتمثّلة بالعلاقة بين الحريري و​التيار الوطني الحر​، خصوصاً أنّ الاخير لن يقبل بالتفريط بما يعتبره حقاً له في أيّ حكومة في عهد ​الرئيس ميشال عون​، لانه ليس مقبولا أن تكون مشاركته بحكومة في هذا العهد رمزية فقط.

إن هذه المسألة لن تُحل ما لم تتحسن علاقة رئيس “الوطني الحر” ​جبران باسيل​ وسعد الحريري، فهي معيار نجاح الحلّ لهذه المسألة، وهذا الأمر يبدو أنه يصعب شيئاً فشيئاً، خصوصا بعد الهجوم المتبادل بين نواب الطرفين، والتي تستعمل فيه أسلحة الكلام الثقيلة والإتهامات المتبادلة.

منذ لحظة تكليفه كان يعلم سعد الحريري بأن تشكيل الحكومة لن يكون سهلاً، فهو عمد إلى الإمساك بورقة التكليف حتى عندما يحين موعد التسويات فيتم التفاوض معه كرئيس مكلّف لا كشخصيّة سيّاسية سنّية راغبة بأن تتكلّف، وعليه فإن ولادة الحكومة أصعب بكثير مما يظنّ البعض.

محمد علوش – النشرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock