*هل صاحب مقام أبو نخله في صيدا القديمة هو ابن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.؟؟!!*

يعرف أهالي صيدا هذا المقام باسم مقام أبي نخله الذي يعود في نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب ، وأن صاحب المقام هو محمد أبو نخله ابن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.

لكننا نستبعد أن يكون هذا المقام لمحمد بن الحنيفة ابن الإمام علي، لأنه ورد في طبقات ابن سعد وفي الجزء الخمس ” أخبرنا محمد بن عمر، قال زيد بن ثابت قال: سألت أبا هاشم عبدالله بن محمد ابن الحنيفة اين دفن أبوك، فقال في البقيع سنة احدى وثمانين في أولها. وهو ابن خمس وستين سنة لا يستكملها(1).

وصاحب المقام هو الشيخ محمد أبو نخله وقد ورد هذا الاسم في سجلات المحكمة الشرعية حيث أوقف عبدي آغا الحلبي” أثنا عشر قرشاً كل سنة ليصرف لصالح مقام سيدنا واستاذنا الشيخ محمد أبو نخله قدس الله سره الكائن في زاوية العبيدية من زيت وقناديل وشمع وحصر!”.

كما أوقفت السيدة المغربية الحاجة آمنة أبو جيده دارها في حي الفواخره في صيدا على زاوية الشيخ محمد أبو نخله الشهيرة بالزاوية العبيدية(2).

يتضح لنا أن الشيخ محمد أبو نخله كان من العلماء الأجلاء وأحد المشايخ الصوفية في صيدا، وقد اشتهر هذا العالم بالتقى والورع ودفن إلى جانب الزاوية التي كان يقيم فيها حلقات الذكر.

استنتجنا صفات هذا العالم وتقاه وورعه من الأبيات الشعرية المنقوشة فوق باب المقام والتي تعود إلى عام 1199هـ. وجاء فيها

هلموا أخلايي وأموا حما من كراماته تبدو كشمس على علم

أبو نخلة الحبر الولي فبابه محط رجال اللايذين من الأمم

هو الضيغم الشهم، أخو النها أعني الوزير ابن الوزير المحترم

لما أتى وجد البناء من ضيقه عدم الضياف ضريحه يحكي الهرم في الحال جدده وأحدث قبة فبنورها ديجورها منها انعدم

مولاي عال الشأن عثمان الذي ببنائه أرخ أجاد وقد ختم.

مما بدل على أن الضريح يعود إلى ما قبل سنة 1199هـ. لأن في ذلك العام كان البناء متصدعاً ومهملاً فأحدثت القبة فوق المقام.

والمقام غرفة صغيرة الحجم تعلوها قبة تتخللها قطع زجاجية تسمح لنور الشمس بالنفاذ إلى الغرفة وقد غطي المقام بالستائر الخضراء

وكان أهالي أقليم الخروب يقدمون نذور الزيت لمقام أبي نخلة والمقام يقع إلى الجهة الشرقية من مسجد أبي نخلة ويدخل إليه من داخل المسجد.

دليل معالم صيدا الاسلامية
د. عبد الرحمن حجازي