متابعة مباشرة

لماذا يرفض بعض المواطنين أخذ اللقاحات الخاصة بكورونا؟

في ظل ازدياد أعداد إصابات كورونا إلى أرقام غير مسبوقة في لبنان ووصولها إلى نحو 8000 إصابة ليوم الجمعة، يبقى بعض المواطنين مصرا على عدم أخذ اللقاح لأسباب متباينة.
ويستمر هذا الرفض تزامنًا مع فرض الدولة ابتداءً من يوم غد الاثنين على العاملين والأجراء في كل من القطاعات التالية: القطاع الصحي، القطاع التربوي، القطاع السياحي، قطاع النقل العام، الموظفون والعاملون في القطاع العام والبلديات واتحاداتها، القطاع العسكري والأجهزة الأمنية أن يكونوا من الملقحين بجرعتين من اللقاحات المعتمدة أو أن يخضعوا على نفقتهم الخاصة للفحص المخبري لفيروس كورونا (PCR) مرتين في الأسبوع، في أي من المختبرات المعتمدة لدى وزارة الصحة تحت طائلة منعهم من مزاولة عملهم.
وفي ظل هذا الواقع، برز تحرك الاتحاد العام لنقابات العمال للتظاهر تحت عنوان “ضد الزامية التلقيح ومع حرية الاختيار”، في ساحة الشهداء، ما أثار جدلًا كبيرًا مع ازدياد الإصابات.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال مارون الخولي لـ”لبنان 24”: “إن دعوتنا إلى هذا التحرك اتت قبل بدء تنفيذ قرار منع دخول الموظفين إلى مؤسساتهم من دون أن يكونوا ملقحين أو أن يقوموا بإجرء فحص PCR مرتين في الأسبوع وذلك تحت طائلة محاسبتهم، إذ إن هناك خطرًا أن لا يأتي آلاف الموظفين إلى أعمالهم لأنهم غير ملقحين وليست لديهم القدرة المالية على إجراء فحص PCR مرتين في الأسبوع”.
وأضاف: “هناك إلزامية مقنعة بالتطعيم من دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة الحرية الشخصية المكفولة بالدستور وهي سياسة إملاء صحية غير مقبولة”.
وأشار خولي إلى أنه “في فرنسا مثلًا هناك 5 مليون مواطن فرنسي لا يريدون أن يتطعموا ولكن في لبنان لا يوجد إحصائيات حول هذا الموضوع ولذلك على الدولة أن تقوم بدراسة عن الفئات التي لا تريد أن تأخذ اللقاح والأسباب التي تمنعها من ذلك ،فمثلًا هناك أشخاص لا يريدون أن يتلقحوا لأسباب دينية وبعضهم لديهم خوف من الإبرة، أما بعضهم الآخر فيرى أن لديه كامل الحرية لعدم أخذ اللقاح ولذلك الدولة لم تتحدث مع هؤلاء الأشخاص لتبدد مخاوفهم وهواجسهم وبالتالي لا يمكنها أن تجبرهم على التلقيح”.
وأكد أن “دعوتنا لا تعني أننا ضد اللقاح فنحن قمنا سابقاً بحملات توعية لأخذ اللقاح والالتزام بالإجراءات الوقائية ولكننا لسنا مع أن يتم إجبار المواطنين على التلقيح ولسنا مع أن يتم حرمان الموظفين من أعمالهم من دون التحدث معهم ومعرفة هواجسهم”.
ولفت إلى أن المطلوب “أن نسلط الضوء على هذه الفئة التي لا تريد أن تتلقح إذ إن هناك اليوم حجب تغطية من قبل وسائل الإعلام عنها، ونطلب بتعليق المهل التي وضعتها الحكومة من أجل السير بقراراتها وفتح نقاش مع كل الفئات الرافضة أخذ اللقاح”.
لماذا يرفض بعضهم اللقاح بحسب الطب النفسي؟
في السياق، أشارت الأخصائية النفسية غادة هواري إلى أنه “منذ ظهور الفيروس والناس تعيش قلقًا وخوفًا من تداعياته وأول ما وُجد اللقاح الكثير من الناس تسارعوا لأخذه باعتبار أنه مصدر أمان وحماية من مصير مجهول يبدأ من المستشفيات وربما ينتهي بالوفاة”، مستدركة أنه “بعد تطور الفيروس وظهور الكثير من الإصابات بالرغم من تلقيها اللقاح فقد معظم الناس الثقة باللقاح بل بالعكس زادت المخاوف لديهم ونحن نعلم أنه أكثر ما يقلقنا هو المجهول”، بالأخص أنه حتى اليوم “لا توجد دراسة مؤكدة عن فعالية اللقاح ولا عن نوع الفيروس وطبيعته، وحتى هناك تناقض بين دراسة وأخرى، لذلك نجد الكثيرين يعانون تخبطًا داخليًّا وصراعًا بين أخذ اللقاح أو عدمه وهذا طبيعي جدًّا”.
وأمام المجهول والواقع، يبقى على المواطنين الالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم تعريض حياتهم وحياة غيرهم للخطر.
المصدر| أيسر نور الدين – لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock