اقلام وافكار حرة

شياطين الإنس والجن والحرب الناعمة

*شياطين الإنس والجن والحرب الناعمة

الشيطان مهمته الاصلية هي مهمة تخييلية تزينية ، والشيطان قد يكون من الجن وقد يكون من الانس قال تعالى في سورة الأنعام : *وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا*
ومهمته ليست إلاّ تزيين الاشياء وتلميعها وتضخيمها من جهة المعصية بطريقة جاذبة أما الحلال والواجبات الدينية والعقلية فيظهرها بطريقة بشعة ومتعبة مخالفة للراحة ، المشكلة هنا تكمن في امرين اثنين هما :
الاول : ان الشيطان جنيا كان ام انسيا متمثلا بقوى الاستكبار العالمي ياتينا لا من حيث ندري ونتوقع وإنما من حيث نجهل ونغفل ومن حيث لا نراقب ولا نلتفت ، لهذا دعانا الله سبحانه الى الحذر منه وتشخيصه وكشفه ومعرفته . فنفس معرفته وتشخيصه يحتاج الى مجاهدة وتعب وعدم غفلة ويقظة تامة ، وعلى ضوء المعرفة نتخذ موقف العداوة الشديدة كما امرنا القران الكريم في سورة فاطر
*إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّا*
فلدينا مهمتان هنا الاولى تتمثل في تشخيصه والثانية في اتخاذ الموقف العدائي منه .
إن أساليبه جاذبة وناعمة تجعل من المنجذب اليه يحقق اهداف الشيطان وبكل رغبة ومحبة وحماسة . فبعد تخطي موضوع المعرفة والتشخيص للعدو ، وبعد اتخاذ الموقف العدائي منه ، تاتي مشكلة مكافحة اساليبه الجاذبة والناعمة ، فليست المشكلة في كثير من الاحيان مشكلة معرفة وانما مشكلة محاربة الرغبات والاهواء . فهذا ليس بالامر السهل ، لعلكم سمعتم بقصة ذاك الشيطان الذي تحدى العابد على شيء وتصارعا فغلب العابد الشيطان بكل سهولة ، وبعد فترة اغراه الشيطان بطريقة ناعمة غير صلبة بمال ، فوافق العابد ، الا ان الشيطان خذله ولم يعطه ما يريد ودعاه للمصارعة ، فقام الشيطان وبكل سهولة وصرع العابد ، وعندما ساله لماذا صرعتك بالمرة الاولى وصرعتني بالمرة الثانية ؟ فاجابه الشيطان : في المرة الاولى كان غضبك لاجل ربك الواحد الاحد وفي المرة الثانية كان غضبك لنفسك لا لربك ولذلك غلبتك

الحرب الناعمة ما معناها ؟ معناها جعل الاخر ينفذ اهدافك برغبة منه واختيار . وهذا ماذا يعني ؟ هذا يعني ان الاخر عندما ينفذ اهداف العدو عن رغبة واختيار منه فإنه لا يرى العدو انه على باطل . وعدم رؤيته للعدو على انه على باطل يعني انه يراه صديقا ناصحا تماما كقول الشيطان لادم وحواء *إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ*
فهو يرى العدو انه يريد الرقي والحضارة والحداثة والتطور للشعوب ، ويوحي لأوليائه وأعوانه فيقومون بدوره وذلك نراه من خلال المسلسلات التي تروج لتمرير الأفكار الهدامة ودخلت الى كل بيت كالتبرير للعاشقين بالخيانة والقتل من اجل شهوات وحب الدنيا وهو يصدق شعاراته . وهذا اسلوب من يكون لديها وجهان لعملة واحدة فيقنع الشعوب من خلال اساليب دعائية واعلامية معينة بأن اسم الحق هو اسم هذا العدو بينما يخفي اسم الشيطان بطريقة ذكية تسمى بالطريقة الناعمة ، اي حمل الناس على تنفيذ ما يريدون وبرغبة منهم بل ربما بحماسة شديدة…
ومع كل المؤمرات التي تحيط بنا وبأمتنا علينا أن نعرف الحق لنعرف أهله ونتحصن بكتاب الله وطاعته لرد كيد الكائدين من شياطين الإنس والجن فالله تبارك وتعالى بشرنا في سورة النساء فقال: *فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا*
وبين لنا وطمأننا ايضا في سورة الحجر
*إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ*
بقلم :اليشخ صهيب حبلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock