أخبار لبنانية

سالي ورامي: مودعان ودّعا الذل./ نادين خزعل.

سالي حافظ ورامي شرف الدين: مواطنان لبنانيان مع وقف التنفيذ في وطن يحترفُ كسْرَ الخواطر والإذلال..

سالي ورامي لا تربطهما أية صلة سوى أن ذات المنظومة الفاسدة سرقتهما “على عينك يا قانون” وسلبتهما وديعتيهما المصرفيتين.

ذات 14 أيلول، إرتدت سالي ثيابًا سوداء ليس حدادًا على شقيقتها المريضة بالسرطان بل حدادًا على وطن كل أحيائه هم على قيد الموت قهرًا..

عشرون ألف دولار تبلغ وديعة سالي في بنك لبنان والمهجر، لم تنفع كل محاولاتها في الاستحصال على المال لعلاج أختها المصابة بالسرطان. وزارة الصحة أيضًا تخلت عن مسؤوليتها تجاه الأخت المريضة.باعت سالي كل ما يمكن بيعه، حتى أنها فكرت ببيع كليتها…

إستقوت سالي بمسدس “لعبة” يلهو به إبن شقيقتها الصغير. توجهت إلى المصرف.هددت بالمسدس المزيف، رشت البنزين، هددت بالإحراق…..صرخت سالي بوجع : لا أريد أن تموت شقيقتي..أريد مالي..

سالي لم تطلق النار، لم تؤذ أحدًا، لم تقم بأي فعل غير إنساني… وبالقوة استرجعت حقها….

لبنان الأبيّ بمعظمه تضامن مع سالي..

المحامية سهى إسماعيل كتبت منشورًا قالت فيه : (الحق للقوة وليس القوة للحق في ظل قضاء معتكف عن احقاق الحق ومحاسبة ناهبي أموال المودعين بذريعة حماية الاقتصاد الوطني ..
القضاء الغايب بيعلم الناس استيفاء الحق بالذات ..
سالي بطلة لأن قدرت تسترد حقها لعلاج اختها المريضة في ظل دولة مشلولة بكل قطاعاتها..

سالي_بطلةكلنا_معك….).

سالي استرجعت أموالها وبعد حادثة الاقتحام نشرت فيديو لأختها نانسي المريضة…فيديو أدمى القلوب قبل الأعين…

أيضًا توجه رامي شرف الدين إلى بنك البحر المتوسط وبقوة السلاح استرجع هو الآخر وديعته ثم سلم نفسه الى القوى الأمنية.

أي نحر هو هذا الذي تقوم به الأنظمة الفاسدة في لبنان؟
وإلى متى؟
وهل قدر اللبناني الموت الرحيم أو قتل الرحمة من داخله وتحويله إلى مواطن يأخذ حقه بالقوة؟
وإلى متى فائض الاستهتار بالشعب اللبناني وبكرامته؟

فقط في لبنان: تعمل وتشقى؛ تودع مصرفًا جنى عمرك؛ يتآمر عليك الساسة، يجرّعونك حبوبًا مسكنة لتنسى وجعك، يعزفون على وتر طائفيتك وطائفتك، يقنعونك أنك دون الولاء لهم لست شيئًا، وخلال سنوات هذا الإقتناع يستولون على حقوقك وكرامتك ووطنيتك ويرمونك بقايا مواطن يائس بائس مقهور مكسور…. وإن حاولت أن تقول “لا”؛ يرمون عليك جمر غضبهم ويجعلونك تنسى أنك في الأساس محترق……

غدًا؛ ربما سيتم توقيف سالي، ورامي ربما لن يفرجوا عنه…ولكن لا عجب….فقبل عدة أيام حين حاول لصان محاولة قتل وسرقة مواطن على طريق المطار وتمكن من النجاة عبر قيامه بدهسهما وبعد ذلك ما الذي حدث؟ اللصان هربا، والضحية تم توقيفه بجرم محاولة قتل…..

فقط في لبنان: الجلاد ضحية، والمجلود مجرم…….

الصحافية : نادين خزعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock