صيدا والجنوب

صيدا-جزين: مصير بهيّة الحريري معلَّق.. والمعارضة تتقدم

قبل إعلان الرئيس سعد الحريري العزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية، وتعليق العمل بالحياة السّياسيّة، وعدم التقدّم بأيّ ترشيحات من “تيار المستقبل” أو باسم التيّار، كانت دائرة صيدا-جزين، خارج هذه المعادلة التي رسمها الحريري. وكان العمل جارياً لإيجاد مخرج لمقعد صيدا، الذي تحتله عمته بهية الحريري، التي لم تفلح معها كل المحاولات التي جرت سابقاً لثنيها عن الاستمرار بالترشح.

في حال حصلت الانتخابات، قد تعدل النائب بهية عن موقفها ولا تترشح، بعد قرار الحريري الحازم بعدم مشاركة تيار المستقبل، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ”المدن”. وقد يصدر عن بهية الحريري موقف بهذا الخصوص والعزوف عن الترشح. وحيال إصرارها السابق، يبدو أن ثمة معطيات طرأت تدفعها إلى الخيار الجديد.

قرار شخصي
ووفق المصادر، رغم كل النصائح التي وجهت لها في وقت سابق بقبول فكرة عدم الترشح، لم تنصت بهية الحريري لأحد. فلم يبق أي أحد في العائلة، “وحتى العامل الذي يقدم لها القهوة منذ عشرين عاماً”، إلا وحاول إقناعها بعدم الترشح. لكنها رفضت. ما جعل البعض يتندر ويقول إنها تنظر إلى المقعد كنوع من تقاعد. فهي لا تتدخل في الأمور السياسية، بل تشتغل مع الجمعيات وفي الشؤون التنموية، وتترشح من هذا المنطلق. وتكمل نيابتها من هذا المنطلق. أي بمعنى آخر، قرارها بالترشح شخصي ولا علاقة له بتيار المستقبل أو بالسياسة. وهذا مخرج لها ولسعد لعدم إحراج تيار المستقبل. 

الخسارة والمخاطرة
وقد وجهت لها نصائح بأن نجاحها “على الحافة”، كي لا يقال إنها قد تواجه خسارة كبيرة بسبب تراجع شعبيتها، خسارة لا تليق بها ولا بهذا التقاعد الذي تخطط له، ولا تخدم لا البلد ولا التيار ولا حتى مشروع رفيق الحريري. وقيل لها إن نزولها في هذه المعركة دونه مخاطر كبيرة، خصوصاً أنها باعت آخر قطعة أرض في مدينة صيدا منذ نحو ستة أشهر، ولم تعد تملك المال لخوض المعركة. لكنها لم تنصت. وفكرت بأن ترشحها إلى جانب النائب إبراهيم عازار بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، سيوفر لها الربح. لكن بعد قرار سعد الحريري الحاسم، قد تراجع خيارها وتعلن هي الأخرى العزوف عن الترشح، كما أكدت مصادر مطلعة. 

سقوط ألاعيب باسيل
إلى حد الساعة، الجهة الوحيدة المرتاحة على وضعها انتخابياً في الدائرة هي التنظيم الشعبي الناصري ورئيسه أسامة سعد. فتيار المستقبل سيكون عازفاً عن المشاركة في الانتخابات، ما ينعكس حتى على حظوظ بهية الحريري، التي لم تحدد خيار التحالف مع حلفاء في جزين. أما التيار الوطني الحر (لديه مقعدان) فبات مهدداً بعدم الحصول على أي مقعد، بعد خسارة حلفائه السنة في صيدا، وبعد المشاكل التي حصلت بين النائب زياد أسود ومرشح رئيس التيار جبران باسيل، النائب السابق أمل أبو زيد. 
ووفق المصادر، رغم أن “ألاعيب جبران باسيل لم تنجح لا في جزين ولا في المتن أو جبيل في إقصاء المرشحين الأقوياء” إلا أن دخول التيار في المعركة بأحد المرشحين في جزين دونه عقبات وإشكاليات، ستؤدي إلى إقصائه عن الدائرة، كما تقول مصادر مطلعة على مجريات الانتخابات في جزين.

معضلة التيار
حاول باسيل قطع رأس أسود انتخابياً، لكن مشروعه سقط وشكل أذية للتيار، الذي بات أمام حل وحلين: ترشيح أسود وخسارة أصوات أبو زيد وإمكانية الفوز بمقعد نيابي، أو ترشيح أبو زيد وإقصاء أسود (يرفض ألا يكون المرشح الوحيد للتيار خوفاً من الأموال الطائلة التي ينفقها أبو زيد)، الذي ينعكس خسارة محققة للتيار، حتى لو وجد حليفاً سنياً في صيدا.

وحيال هذه المعضلة التي يعيشها التيار، الذي قد يدعمه حزب الله بجزء من الأصوات الشيعية في جزين (حركة أمل تدعم لائحة النائب إبراهيم عازار، وحزب الله يصوت لمرشح التيار)، قد يجد أسود أنه من الأفضل العزوف عن الترشح بسبب عدم قدرة التيار على الوصول إلى حاصل في ظل عدم وجود حلفاء، كما أكدت المصادر.

سعد-عزيز-نحّاس
وعن طبيعة التحالفات أوضحت المصادر أن هناك إمكانية أن يُعقد تحالف بين النائب أسامة سعد مع الخط التاريخي للتيار الوطني الحر. ويحكى عن أن الخط التاريخي يدعم المرشح جان عزيز عن المقعد الماروني، وقد ينضم الوزير السابق شربل نحاس عن المقعد الكاثوليكي، ويترك المقعد الماروني الآخر لمجموعات 17 تشرين والمجتمع المدني.

وعن إمكانية قبول نحاس بهذا الخيار، لفتت المصادر إلى أنه لديه ثلاثة احتمالات: الترشح في المتن وتكون حظوظه معدومة في النجاح في ظل ترشيح القوات اللبنانية الوزير السابق ملحم رياشي، أو الترشح في بيروت الأولى، لكن تكون حظوظه معدومة على هذا المقعد الذي يحتاج إلى كم كبير من الأصوات التفضيلية ووجود مرشحين أقوياء كثر، فضلاً عن الخلافات التي قد تنشأ مع بولا يعقوبيان والمجموعات التي تعمل على تشكيل لائحة في بيروت الأولى. بينما في جزين تكون حظوظه في النجاح أفضل. ففي جزين الربح مرتبط بعامل الحاصل الانتخابي وليس الأصوات التفضيلية.

وأضافت المصادر أنه في حال حلت الخلافات بين أسود وأبو زيد وتنازل واحد للآخر ووجد التيار حليفاً سنياً في صيدا قادر على تجيير بعض الأصوات، وحصل على دعم من حزب الله، يقترب من الحاصل ويفوز بمقعد ماروني. أما تحالف إبراهيم عازار مع بهية الحريري (إن استمرت بالترشح) فيفوز بالمقعد الماروني الثاني، ما يعني أن المعارضة تحصل على المقعد الكاثوليكي في لعبة الحواصل، بمعزل عن عدد الأصوات التفضيلية التي يحصلها نحاس.
وليد حسين – المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock