رياضة

النجمة يدخل مرحلة جديدة ،، تحرّك للجمهور في الشارع

كان يوم أمس الاثنين نجموياً بامتياز. بدأ بعد منتصف الليل مع بيان النادي حول ابتعاد الرئيس أسعد صقال عن ممارسة عمله رئيساً للنادي، وانتهى بتحرّك لبعض الجمهور مطالباً باستقالة واضحة لا بابتعاد قد يعني في ما بعد اقتراباً وعودة. وما بينَ بين، أصبح هناك لجنة رباعية مهمتها إدارة شؤون النادي لحين بلورة الصورة، وتقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في حماية النادي من الأزمة التي يمر بها النادي. مهمة صعبة تتطلب من كل من يقول إنه نجموي ويحبّ النادي الوقوف إلى جانبها .

تصدّر نادي النجمة يوم أمس واجهة الأحداث الرياضية. كان محط أنظار المتابعين للعبة كرة القدم في لبنان. في الوقت عينه، تحوّل إلى مادة للسؤال عما يحصل لدى كثر بعيدين عن الأجواء شاهدوا جمهوراً يتظاهر أمام ملعب النادي ومكتب رئيس النادي أسعد صقال في فردان. وإذا كان ما يحصل يعدّ عابراً لدى الأشخاص غير المعنيين الذين لديهم من الهموم ما يتخطى نادياً أو لعبة، فإنّ المعنيين كانوا يترقّبون لما حصل وما سيحصل.

تحرّك بعض الجمهور أو من يطلقون على أنفسهم «الحركة التصحيحية» كان تحت المجهر لمعرفة حجم هذا التحرك الذي شغل الشارع الكروي في الأيام الماضية ودفع رئيس النادي أسعد صقال إلى اتخاذ موقف ليليٍ عشية المباراة بالابتعاد عن ممارسة مهامه. موقف جاء عبر بيان للنادي هدف إلى تنفيس الأجواء المحتقنة عبر الإعلان عن تشكيل لجنة لإدارة شؤون النادي.

طوى صقال صفحة طويلة مع النادي حملت الكثير من الأحداث والأمور. لا شك أن أي مسؤول يتحمّل مسؤولية أي وضع يصل إليه الكيان الذي يرأسه. ولا شك أن الرئيس صقال يتحمّل مسؤولية في ما وصل إليه النادي، لكن لا شك أن مسؤوليته الكبرى كانت في عدم استماعه إلى أصحاب الخبرة، ما جعله لا يتحلى بالاتزان، والتسرّع في العديد من القرارات التي اتخذها. فـ«صديقك من صَدقَك لا من صدَّقك» كما يقول أحد المقرّبين من صقال، الذي لو استمع إلى رأيه في العديد من القضايا لما وصل إلى ما وصل إليه. دفع صقال ثمن وجود مجموعة من الأشخاص إلى جانبه لديها حساباتها الشخصية أوصلته إلى مكان لم يرغب فيه صقال أن يصل إليه في يوم من الأيام. يقول أحد المتابعين لحقيقة الأمور إنه «بين المنتفع والمستفيد مادياً، وبين الباحث عن دور وضوء، إلى «المنظّر الاستراتيجي» الساعي وراء مناصب في أي مكان، انتهاء بالحاقد المُبعَد الساعي إلى تصفية حسابات شخصية، وجد صقال نفسه في دائرة لا يهمها مصلحة النادي بقدر ما يهمّها مصلحتها».

على صعيد المعارضة النجموية، وجد هؤلاء أنفسهم تحت مجهر «العدد». ما هو عدد الأشخاص الذين سيشاركون في التحرّك المطالب باستقالة صقال؟ عدد المتظاهرين لم يكن بالحجم المتوقع. لم يتجاوز العدد الـ 300 مشجع حضروا إلى ملعب النادي، ومن ثم انتقلوا إلى مركز عمل الرئيس في فردان مع شعارات مطالبة إياه بالرحيل. تواضع عدد المشاركين جاء بسبب القرار الذي اتخذه ليلاً الرئيس صقال بالابتعاد عن منصبه، وبيان النادي حول تشكيل لجنة متابعة. كثيرون رأوا أن مطلبهم تحقق وفقدوا الحماسة في المشاركة كما يقول أحد المراقبين للحدث.
بقي جزء من الجمهور مصرّ على النزول إلى الشارع سعياً وراء استقالة واضحة وخطية. استقالة رسمية تقطع الطريق على أي احتمال لعودة الرئيس صقال إلى منصبه.

يقول أحد المنظمين الرئيسيين للتظاهرة إن «تحرّك بعض الجمهور، بغضّ النظر عن العدد، حمل العديد من الإيجابيات؛ أبرزها الصورة الحضارية التي قدمها المتظاهرون بعدم إطلاق الشعارات التي تتعرّض للأعراض والالتزام بالطابع السلمي للتظاهرة. أضف إلى ذلك أن هذا التحرك جمع في طياته أطياف الجمهور النجموي بمعظم فروعه في لوحة موحّدة بعد انقسام جماهيري كبير عاشه النادي في السنوات الماضية».
لكن كل الحديث عن الماضي والأسباب التي أوصلت الرئيس صقال إلى ما وصل إليه، ونسبة تحمله شخصياً للمسؤولية أو من كان يحيط به من المنتفعين، أو عن المواقف الشعبوية أو الأخرى الساعية إلى تهشيم صورة التحرك النجموي تصبح ثانوية، ويبقى الأهم هو مستقبل النادي بالنسبة إلى جمهوره الكبير.

أمرٌ يتحدث عنه لـ«الأخبار» أمين سر النادي أسعد سبليني وأحد أربعة أشخاص تتألّف منهم لجنة متابعة شؤون النادي برئاسة نائب الرئيس إبراهيم فنج وعضوي الإدارة مصطفى العدو وطلال أبو اللبن.

يقول سبليني إنه يتحدث بلسان شخص «أتى من المدرجات حين كان ولا يزال مشجعاً للنجمة. وأطلب من كل الجمهور الوقوف خلف النادي. «غلَطان لا يصنعان صح»، وهناك استحقاقات عديدة للنادي تفرض على الجميع اعتماد لغة العقل والمنطق الهادئ بعيداً عن أي مواقف شعبوية. حالياً هناك إدارة وهناك مسؤولون يقع على عاتقهم الخروج بالنادي من الأزمة الحاصلة. مرّ النادي بمحطات عديدة في تاريخه، لكن هذه المحطة لا تشبه أيّ واحدة سباقة. أطلب من الجميع أن يكونوا يداً واحدة خلف النادي، وترك الأمور لمعالجتها بالإطار الصحيح، لأن من الظلم الاستمرار بتدمير نادينا بأيدينا. أتمنى التجاوب مع الدعوة التي وجّهها نائب الرئيس ابراهيم فنج التي دعا فيها الجمهور إلى التكاتف والوحدة»، يقول أمين سر نادي النجمة لـ«الأخبار».
وعن المرحلة المقبلة وأولويات العمل بالنسبة إلى النادي، يشير سبليني إلى أن الهدف الأساسي هو إبعاد الفريق عن كل ما يحصل، وتحييده عن الأجواء السلبية بحيث يقوم كل شخص بدوره. من هذا المنطلق، كان القرار اليوم بإلغاء التمرين مع توجّه لإقامة التمارين خلف أبواب موصدة. «فالفريق يجب أن يكون بعيداً عن الضوضاء» يختم عضو لجنة إدارة شؤون النادي حديثه.
عبد القادر سعد – الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock