اقلام وافكار حرةصيدا والجنوب

العقدة السنّية تؤخّر ولادة لائحة المعارضة في دائرة الجنوب الثالثة

لم يخرج دخان اللوائح الاعتراضية في دائرة الجنوب الثالثة بعد، حيث تخوض المعارضة المنبثقة من جبهة 17 تشرين معركة داخلية بين المرشحين الطامحين للحصول على لقب نائب.

صحيح أن اللجنة المنبثقة من ساحة 17 تشرين أعلنت تسمية مرشحي دائرة النبطية الـ3 وفيق ريحاني، علي وهبي ووسيم غندور، غير أنها تفكك حتى الآن العقد التي برزت على ساحة دائرتي مرجعيون حاصبيا حول المقعد السنّي، إذ أحدث دخول تيار «المستقبل» على خط الانتخابات في دائرة الجنوب الثالثة، وتحديداً في دائرة حاصبيا أزمة داخل لائحة 17 تشرين وقد كانت تستعد لإعلان اللائحة بعد حسم كل الاسماء التي ستكون على متنها. غير أن طرح «المستقبل» المرشح محمد قعدان أحدث أزمة بين كافة الأطراف التي تقف أمام خيارين، إما مسايرة التيار وإدخال قعدان على اللائحة وتصبح لائحة «المستقبل»، وإما الذهاب نحو الخيار الشعبي وترشيح رياض عيسى. ووفق المصادر نفسها، فإن ترشيح المستقبل قعدان يأتي في إطار تعزيز الحضور السني في شبعا، وهو ما قد ترضخ له المعارضة إرضاء للتيار.

مساعٍ حثيثة تبذل بين كافة الأطراف لايجاد مخارج مقبولة والعمل على تدوير الزوايا الخلافية، إلّا أن دخول «المستقبل» على خط الانتخابات في قضاء حاصبيا شبعا، وبحسب المعطيات، جعل المعارضة تتريّث في تركيب اللوائح، وإعادة مدّ جسور المفاوضات والتحالفات من جديد، خاصة أنها كانت ترشح عيسى للمقعد السني بالنظر إلى حيثيته وحضوره الشعبي، والتوافق في الأصوات بينه وبين قعدان مماثل، غير أن كفة الترجيحات قد تصبّ في خانة قعدان فقط إرضاء لـ»المستقبل»، وتسقط معها مقولة «نرفض الترشح مع أحزاب السلطة».

حتى الساعة ما زالت جبهة المعارضة تحت البحث والتفاوض، ويبدو أن هناك مفاوضات جادة مع جبهة «مواطنون ومواطنات» للوصول إلى تفاهم انتخابي وسياسي يقضي بدخولهم على لائحتها. صيغة التفاهم لم تنضج بعد، ما زالت الطبخة على نار متوسطة، فلكلّ فريق وحزب أفكاره وأهدافه، فإذا كانت تكتلات 17 تشرين تخوض الانتخابات لأجل تغيير القوانين والأنظمة وإسقاط حكم المصارف وإقصاء المنظومة السياسية عن الحكم، فإن «مواطنون ومواطنات» تخوض الانتخابات لأجل الحكم. لا ينكر المرشح نزار رمال وجود مساعٍ حيثية للتوصل إلى صيغة توافقية تفضي إلى خوض المعركة موحدين في لائحة واحدة، فالتواصل مع كافة فعاليات المعارضة مستمرّ، وهدفنا ليس الانتخابات بل ما بعد 16 أيار، ولا تحالفات دون وجهة سياسية واضحة والرغبة في العمل المشترك بعد الانتخابات، ويؤكد المضي قدماً في التفاوضات للتوصل إلى لائحة موحدة.

كثرة المرشحين في دائرة الجنوب الثالثة، قد تدفع بالمعارضة لخوض المعركة ليس وفق 3 لوائح بل 4، فكل مرشح يريد أن يتمثل شخصياً، وهذا التناتش الداخلي قد يبعد حظوظها بالوصول إلى الحاصل الانتخابي، في وقت تسير عجلة الثنائي الانتخابية بسرعة نحو المنازل والقرى والكوادر. في المقابل، تجمّد المعارضة تحركاتها الانتخابية إلى حين تبلور صورة اللائحة لتبدأ بعدها مرحلة التجييش الشعبي، معتمدة على وعيه ورفضه كلّ من أوصله إلى باب القبر على حد ما تقول مصادر متابعة، مبدية امتعاضها من القانون السائد لأنه فصل على مقاس أحزاب السلطة، ما يعيق تقدمها نحو صناديق الاقتراع بثبات.

لا يخفي رمال أن «مواطنون ومواطنات» يخوض المعركة كأن لبنان دائرة واحدة، ويطرح برنامج حكم بعيداً من الخطابات الانتخابية لأن الانتخابات فرصة والهدف ما بعد 16 أيار.

بدأ الوقت يضيق لتسجيل اللوائح وإعلانها، وما زالت المعارضة الجنوبية تتعاطى مع التحالفات مرّة بالجملة ومرّة بالمفرق، ومرّة غب الطلب، فهل تحسم الجدل؟ أم تقع في فخ كثرة اللوائح؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock