اقلام وافكار حرةصيدا والجنوب

إئتلاف 17 تشرين صيدا – جزين أعلن لائحته الانتخابية “نحن التغيير” .. المشكلات الحياتية تتقدّم على أحاديث الانتخابات: بين النقّ والرفاهية… قطبة مخفية

تتداخل الازمات مع شهر رمضان المبارك والتحضير للانتخابات النيابية، وتتقدم مشاكل تراكم النفايات في شوارع واحياء صيدا في مشهد مقزز، المخاوف من أزمة رغيف نتيجة شح الطحين رغم كل جهود المعالجة، فيما تثقل فواتير اشتراك المولدات الخاصة كاهل المواطنين الى حد الاختناق مع الغلاء وارتفاع الاسعار لتفقد الشهر المبارك جانباً من عاداته.

هذا المشهد يفرض على ابناء المدينة نمطاً غريباً من عدم اللامبالاة، يتراجع الحماس على الخوض بالاحاديث الانتخابية امتداداً الى الاقبال على صناديق الاقتراع، امام السعي الحثيث وراء تأمين متطلبات الحياة، وقد أعطى خلاف مجموعات الحراك الاحتجاجي التي ولدت من رحم انتفاضة 17 تشرين نموذجاً غير مشجع على الوصول الى الهدف المنشود بالتغيير، بعدما رست بورصتهم الخاصة على تشكيل ثلاث لوائح متنافسة من اصل سبع في دائرة صيدا-جزين.

في أروقة المدينة وصالوناتها، تبدو المعركة حامية الوطيس بين اللوائح الاربع الرئيسية، وقد أطلقت الماكينات الانتخابية صفارات التحرك نحو الناخبين للوقوف على آرائهم ومتطلباتهم التي تبدو هذه المرة ناقمة وغير متحمسة. مرشحون يعقدون لقاءات شعبية محدودة، زيارات على مستوى المسؤولين والمراجع الروحية، واطلاق مواقف وبرامج انتخابية لم تشق طريقها بعد الى المعنيين بها او تلامس اوجاعهم.

ويقول حسن حمود لـ»نداء الوطن»: «صحيح انها المرة الاولى التي تجري فيها الانتخابات بعد ثورة تشرين وهناك رهان على احداث تغيير، ولكن في الوقت نفسه الناس مستاءة كثيراً وتسعى الى تأمين قوت يومها قبل كل شيء، قد تدرك متأخرة انها فرصة لا تعوض للمضي بحياة كريمة تسودها العدالة الاجتماعية والمساواة».

في الاسواق التجارية، يشي ركود الحركة بالضائقة الاقتصادية، يعول التجار على موسم عيد الفطر للتعويض عن جزء من خسائرهم، ويقول ابو محمد الدرزي: «إن الانهيار كبير والناس تهيم على وجوهها، تبحث عما يسد جوعها وملء بطونها بعدما فرغت جيوبها وصودرت مدخراتها وطار جنى عمرها، باعتقادي ان هؤلاء غير مهتمين بالتصويت في الانتخابات».

في ليل المدينة خلال شهر رمضان، الجميع يتساءل عن هذا التناقض غير المفهوم، في الازدحام غير المسبوق في الاحياء الشعبية في صيدا القديمة من ساحة باب السراي حتى ساحة ضهر المير، ثمة حياة اخرى وان كانت موقتة، غير ان البعض يتساءل عن سبب النق، كأن ثمة قطبة مخفية.

«نحن التغيير»انتخابياً، بقي انضمام رئيس «منظمة العدالة اللبنانية» الدكتور علي الشيخ عمار الى لائحة «التيار الوطني الحر»، «معاً لصيدا وجزين»، مدار انتقاد، وآخره توضيح من «احرار صيدا» احدى مجموعات الحراك الصيداوي قالت فيه: «انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي عرضٌ لِلَّوائح والتحالفات الانتخابية يبين فيه كاتبه خريطة القوى المنضوية في لوائح دائرة صيدا-جزين الانتخابية… يزعم فيه أنَّ أحرار صيدا في تحالف انتخابي مع «التيار الوطني الحر»!!! يهمنا أن نوضح للرأي العام الصيداوي أنه بخروج مرشحنا الشيخ محيي الدين عنتر من السباق الانتخابي؛ ليس لدينا أيُّ مرشحٍ في أيِّ لائحة، ولسنا متحالفين مع أيِّ جهة، وأنَّ ما ورد في هذا الجدول هو من نسج خيال كاتبه، كما يهمنا أن نوضح للرأي العام الصيداوي أنه سيكون لنا موقفٌ من الاستحقاق الانتخابي في الوقت المناسب».

بالمقابل، أعلن ائتلاف 17 تشرين للتغيير صيدا-جزين لائحته الانتخابية «نحن التغيير» في مؤتمر صحافي عقده في واحة السلام في الشرحبيل – صيدا، وعرض فيه لبرنامجه وأهدافه، وابرزها جعل الدولة ومرافقها العامَّة حقيقة لخدمة الناس لا لاذلالهم، وقف الفساد المستشري واستعادة الأموال المهرّبة والمنهوبة، والسهر على العملِ التشريعيِّ لتسهيلِ حياةِ الناسِ وعدم تعقيدها وتفعيلِ دورِ النائبِ الرِّقابيِّ. وضمّت اللائحة المرشحين عن المقعدين المارونيين في جزين العميد المتقاعد جوزيف الاسمر والمحامي سليمان مالك، والدكتور روبير خوري عن المقعد الكاثوليكي، والمهندسة هانيا الزعتري ومحمد الظريف عن المقعدين السنّيين في صيدا.

محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock