أخبار لبنانية

نَخب “ميرنا الشالوحي” مفاجأة واكثر.. وفرصة حقيقية “طارت”؟!

أسوأ ما حصدته الانتخابات النيابية انها افرزت مجلساً نيابياً بـ”فيتوات” تعطيلية في أخطر مرحلة يمر بها لبنان عبر التاريخ. والمواقف والخطابات التي يطل بها المنتصرون على اللبنانيين بين الحين والآخر تثبت بالدليل القاطع ان التعايش بين القوى السياسية من احزاب وتيارات ومستقلين اضف اليهم اليوم قوى التغيير اصبح من المحال أن تجمعهم مساحة وطنية مشتركة، وان اي استحقاق انطلاقا من انتخاب رئيس مجلس النواب وصولا الى انتخاب رئيس الجمهورية لن يمر دون خسائر ،والشعب قد يكون الثمن.
وفي قراءة سريعة لسقف خطابات القوى الحزبية اقله حزب الله والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يمكن القول ان ما يذهبون اليه في طروحاتهم هو القفز فوق لعبة التوازن الداخلي عبر فرض شروط من خارج سياق اللعبة الديمقراطية والدستور والا التهديد بما نتيجته حرباً أهلية. وعلى ذلك فان رفع السقف بالشكل النافر هذا قد يؤشر الى وجود قواعد لعبة جديدة فرضت على تلك القوى الجنوح حد التطرف في مواقفهم بعد استشعارهم خروج خيوط اللعبة الداخلية من يدهم، الامر الذي قد يدفعهم الى اتخاذ خيارات “انتحارية” حماية لمصالحهم الشخصية. من هنا قد يعيد التاريخ نفسه الذى اتى برئيس الجمهورية
ميشال عون في العام 2017 مقابل تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة بمعية ورعاية نخب معراب، ولكن هذه المرة من وحي ” شو دافعك على المرّ؟! قللو: الأمرّ” قد نرى نخب “ميرنا الشالوحي” يقدم في “بنشعي” وبدأت المؤشرات على ذلك مع ما مرره النائب جبران باسيل مؤخرا من رسالة “غزل” الى الوزير السابق سليمان فرنجية بوصفه بـ”الاصيل”، وعلى ان تمثل رئاسة الحكومة بشخصية قد ترضى عنها بشكل خاص المملكة العربية السعودية باعتبار ان حزب الله اصبح في وضع جعل من الذهاب نحو اجراء تسوية مطلبا ملحا.ولكن مع فتح علامة استفهام كبيرة حول بنود التسوية التي “سَتَلُم شمل التيار الوطني الحر على شمل تيار المردة”.
على ذلك لابد من الاشارة بان لبنان دخل في الربع الساعة الاخير من الانقاذ خاصة وانه ضيّع ومازال يضع فرصا حقيقية نحو الانقاذ، وكلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاخير بقوله بانه لن يقبل “بدفع البلد الى الانتحار لان هناك من يريد مصلحته قبل أي امر آخر”، شكل المرآة لكل من يهمه الأمر بحقيقة ما يقوم به والى ماذا سيؤدي به وبالبلد، وبان” الحقيقة ” ستبقى “الحقيقة” ولن يغيرها كره ماكر ناكر رافض لها، كما لن تفلح الضغوط في جعله شريكا في لعبة المصالح. وما سحب وزير الطاقة لملفي الكهرباء عن جدول اعمال جلسات مجلس الوزراء الاخيرة سوى عينة من عينات الامعان في توسيع رقعة خراب البلد، والذي فيما لو دخلا حيز التنفيذ كانا سيشكلان دفعا حقيقيا نحو الاسراع في خطوات الوصول الى توقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي باعتبار ملف الكهرباء من الاصلاحات الاساسية والهامة المطلوبة سيما وان حكومة ميقاتي حققت وبفترة زمنية قياسية وفي ظروف صعبة خطوات متقدمة جديرة بالثقة خاصة على مستوى انجاز الموازنة وخطة التعافي واعدادها لعدد من مشاريع القوانين الاصلاحية التي تم احالتها الى مجلس النواب. هذاعدا عن انه ايضا – فيما لو صدقت النوايا وتم تلقف خطوات الحكومة بجدية وتعاون من باقي الافرقاء السياسيين- ربما لكان لـ”سيدر2″ موعد مع لبنان ولكن هذه المرة قد يتم بنجاح .
22/5/2022 المحامية ميرفت ملحم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock