أخبار لبنانية

مستشفيات الأمراض العقلية ودور المسنين مهددة… هل يعود النزلاء لمنازلهم؟

قبل أيام ورد اتصال لإحدى السيدات (69 عامًا) من قبل مستشفى يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض العقلية يطلب منها مساعدة شهرية تقدر بمليون ونصف مليون ليرة لبنانية، إذ إن شقيقها نزيل عنده منذ سنوات ولم يعد يستطيع مواصلة عمله في حال لم يساعده الأهالي في ظل عدم دفع مستحقاته من قبل وزارة الصحةوبالتواصل مع مسؤولة المستشفى، وافقت أن تخفض المبلغ إلى مستوى يستطيع الأهل تحمله، مشيرة إلى أنها لا تستطيع أن تجبرهم على دفع مبلغ لا يقدرون عليه ، ولكن في نهاية المطاف إذا لم يتمكن المستشفى من الاستمرار بدفع التكاليف سيكون مجبرًا على إبلاغ ذوي النزلاء بضرورة الحضور لاخذ مرضاهم.هذا الوضع لا يثقل كاهل هذا المستشفى فقط، بل ينسحب أيضًا على كل المستشفيات الخيرية والمجانية التي تعنى بالأمراض العقلية والنفسية والمسنين والأيتام وغيرهم من الحالات الخاصة، وكلها تجمع على عبارة مفادها: “ما عاد فينا نوقف على إجرينا إذا ما حصلنا على الدعم
لبنان 24” تواصل مع عدد من هذه المستشفيات، وبالرغم من أن بعضها فضل عدم الدخول في التفاصيل إلا أن جميعها أكدت أنها وصلت إلى مرحلة تطلب فيها من الأهالي الدعم المادي من أجل الاستمرار.

واحد من بين هذه المستشفيات، مستشفى دار العجزة الإسلامية، وأشار مديرها العام الدكتور بدر زيدان إلى أن “الإيراد الحقيقي الذي تحصل عليه هذه المستشفيات والمؤسسات الخيرية هو من وزارة الصحة أو وزارة الشؤون الاجتماعية، قائلًا: “مثلًا في دار العجزة هناك 90% من النزلاء يتم تأمين ميزانية لهم من قبل وزارة الصحة بشكل مقطوع إذ إننا كنا نحصل على 26 ألف ليرة على كل مسن وقد تمت زيادتها فوصلت إلى 51 ألف ليرة إلا أننا لا نتمكن من الحصول عليها لأن لم يتم رفع سقف التعرفة ولذلك فعلياً نحن لا يمكننا أن نحصّل الـ51 ألف ليرة”.وأضاف: “أما بالنسبة إلى الأمراض النفسية فالوضع مشابه مع فرق واحد وهو أننا كنا نستحصل على المريض الواحد 40 ألف ليرة وقد تمت زيادتها إلى نحو 120 ألف ليرة ولكن أيضًا لا يمكننا تحصيلها لأن السقف لم يرفع”.

وإضافة إلى التعرفة الضئيلة على كل نزيل، أكد زيدان أن “هناك متأخرات على وزارة الصحة بالنسبة إلى السنوات السابقة تبلغ نحو 9 مليار ليرة واليوم لم يعد هناك قيمة لهذا المبلغ بسبب الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار”.

وقال: “اليوم يوجد لدينا 400 نزيل و 90% منهم يقيمون بشكل شبه مجاني لأن التعرفة التي نحصل عليها من الوزارة لم يعد لها أي قيمة وكل مريض لدينا يكلفنا مازوت فقط 3 ملايين ليرة شهريًّا إضافة إلى تكلفة الأوكسيجين والغاز والغسيل وبعض المواد الغذائية التي ندفعها بالدولار”، لافتًا إلى أن “وضعنا اليوم أصعب من المستشفيات العادية لأن طبيعة مرضانا تختلف عن مرضاها وجزءا من إيراداتها تستحصل عليه من شركات التأمين والضمان كما أن المرضى لديها ليسوا دائمي الإقامة مثلناوأضاف زيدان: “لقد اضطررنا مؤخرًا أن نطلب من الأهالي المساعدة الرمزية لدعمنا من أجل الاستمرار ولكننا لا نلقى ردودًا إيجابية كثيرة خصوصًا من قبل ذوي المرضى المسافرين وهذا ما نتفاجأ به، فيما البعض الآخر يقول لنا تابعوا موضوعكم مع الدولة رغم أننا كمؤسسة لم نطلب سابقًا أي ليرة من الأهالي”، من دون أن ينكر أن الوضع المعيشي الصعب لم يترك المواطنين في حالهم.

فمن هو الضحية: المستشفيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة أم الأهالي أم الإثنان معًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock