اقلام وافكار حرةصيدا والجنوب

أعمال ترميم وصيانة قلعة صيدا البحرية تثير ضجة كبرى.. ووزارة الثقافة توضح

أعمال الترميم والصيانة التي تجري في قلعة صيدا البحرية أثارت ضجة كبرى في الاوساط المدنية، وتساؤلات بين المهندسين عن الجهة التي تنفذها اولاً، وهل تراعي الحواضر التاريخية ثانياً، بعد مخاوف من تشويه بنيوي ومعماري باستخدام الاسمنت والحديد الصلب او عدم تفعيل الرقابة على العملية.
الضجة أثارها «تجمع علّ صوتك» معتبراً ان الترميم والصيانة يجريان على نحو بعيد كل البعد عن الأصول المعمارية والهندسية، واصفاً الامر بأنه «فضيحة في صيدا برسم المسؤولين»، متسائلاً: «ماذا يحصل في القلعة البحرية»؟

رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي اوضح لـ»نداء الوطن» ان «البلدية ليست الجهة المسؤولة عن اعمال الترميم والصيانة، بل وزارة الثقافة التي تشرف على كل العملية وتجري بهبة من السفارة الاميركية»، مشيراً الى ان الوزارة تتشدّد عادة في اعطاء اي رخصة للترميم في صيدا القديمة حيث المعالم الاثرية والتاريخية.. فكيف الحال وهي تنفّذ هذه الاشغال»؟ معرباً عن اعتقاده بـ»أنها تجري وفق الاصول لجهة عملية التدعيم والتقنية، غير ان المستغرب ان البعض حمّل البلدية المسؤولية من دون ان يكون لها اي دخل فيها، وحتى معرفة تفاصيل عملية الترميم».
وكشف «تجمّع علّ صوتك» ان زيارة ميدانية للموقع أظهرت غياب القواعد العلمية والفنية للترميم، وما يجري هو «تشويه واضح لإرث تاريخي في المدينة يمكن وصفه بتخريب غير واع، انهم يستخدمون الحديد المجدول والاسمنت في تدعيم واعادة بناء القناطر التاريخية التي يعود تاريخ بنائها الى نحو الف عام، وهذا العمل يؤثر سلباً على الحضور المادي التاريخي والمخزون الثقافي المرتبط بهذا الإرث».

ردّ الثقافة
بالمقابل، سارعت وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار الى الردّ «حفاظاً على تاريخ وإنشاءات القلعة ولحمايتها من الأضرار التي لحقت بها جراء العوامل الطبيعية، تقوم الوزارة وتحت إشرافها المباشر، بأعمال ترميم وصيانة لهذه القلعة التاريخية وهي تراعي الشروط والمعايير العالمية المعتمدة، وتحافظ على القيمة التاريخية والثقافية للقلعة من حيث الأصالة، ويقوم بها فريق من الخبراء المختصين في هذا المجال. إن وزارة الثقافة تشكر الغيورين على حواضر لبنان التاريخية، وتدعوهم إلى التعاون والتنسيق معها للحفاظ على تراثنا التاريخي، وفي هذا السياق يصحّ المثل الشعبي القائل: «ما توصو حريص».

من جهتها، اعتبرت «جمعية الشارع الثقافي» ان ما يحصل من عمليات ترميم «يجب التوقف عنده من حيث المواد المستخدمة وطريقة التنفيذ، ففي زيارة ميدانية تبيّن استخدام مادة الباطون والحديد في عملية الترميم والاعداد لها، بالرغم من تأكيد مديرية الآثار على عدم استخدامه. كما ان طبقة قديمة من الباطون المدعّم بالحديد تعرّضت الى الهريان والتآكل. نحن بأمسّ الحاجة الى الترميم والصيانة ونتوجه الى فعاليات المدينة وبلدية صيدا ونقابة المهندسين للتعاون مع وزارة الثقافة من أجل دراسة الخطوات بدقّة وتأنّ».

وتفاعلت القضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب ناشطون بـ»ضرورة قيام وزارة الثقافة بالتأكّد من المواد المستخدمة في عملية الترميم، واشراك البلدية ومهندسي المدينة في الاشراف على تنفيذها»، امتداداً الى دعوة بلدية صيدا لاستبدال «كونتينر السياحة» بتصميم يليق بالمحيط التاريخي والثقافي امام القلعة البحرية، «فلا بد ومن الضروري وجود مكتب للاستعلامات السياحية ولكن بالشكل المناسب للموقع».
محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock