صيدا والجنوب

صيدا تواكب جلسة الإنتخاب… البزري وسعد يقترعان لبارود

خطفت جلسة مجلس النواب المخصّصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد شغور دام أشهراً، اهتمام الصيداويين كما كل اللبنانيين، رغم قناعتهم المسبقة أنها لن تسفر عن نتيجة، لكنهم عاشوا على أعصابهم لساعات لمعرفة تفاصيلها وموازين القوى السياسية والتحالفات، بعد احتدام التنافس بين المرشّحين: جهاد أزعور وسليمان فرنجية.

وسط الاهتمام الصيداوي، لم يغب ممثّلا المدينة بالمجلس النيابي الدكتور عبد الرحمن البزري وأُسامة سعد عن قلب اللعبة الانتخابية، اختارا «الكتلة الوسطية» والنأي عن الاصطفاف السياسي واقترعا للوزير السابق زياد بارود، الذي نال 6 أصوات، مع أربعة نواب آخرين وقّعوا بياناً مشتركاً وهم: إلياس جراده، حليمة القعقور، سينتيا زرازير وشربل مسعد.

التصويت لبارود، أوضحه البزري لـ»نداء الوطن»، لأنّه خارج الاصطفافات السياسية، معتبراً «أنّ التموضع السنّي الوسطي إيجابي ويسمح بإحداث الحوار بين القوى المتموضعة على أسس وطنية»، قائلاً: «لن ننجرّ وراء الأحزاب الطائفية، ولن نساهم في إعادة تدوير هذا النظام الطائفي، ولن ننتخب سوى الرئيس الذي يتشارك معنا هذه الرؤية السياسية»، آملاً في أن» يُشكلَّ بارود في المرحلة المقبلة أحد الحلول المطروحة»، مشدّداً على «أنّ الحوار هو الذي يُؤدّي إلى انتخاب الرئيس وليس الاصطفاف».

سعد الذي صوّت لبارود أمل في أن يكون الرئيس في الدورات المقبلة، قائلاً: «في جو غير صحّي وغير ديموقراطي يضع البعض النواب أمام خيارين لا ثالث لهما، «مش من مسؤوليتي» على تواضع حجمي، تكبير حجم واحدة من الكتلتين المتنافستين، وهاتان الكتلتان، الأطراف السياسية فيهما تداولوا السلطة على مدى سنوات، ويتحمّلون مسؤولية الانهيارات الكبرى والأزمات المستحكمة وأوضاع اللبنانيين المزرية. اليوم لا يوجد رابح ولا رئيس، اليوم لبنان هو الخاسر».

ولم يخف سعد اعتقاده أنّ أزعور أو فرنجية، في ظلّ هذه الأجواء المشحونة والاستقطابات الحادة السياسية والطائفية، غير قادرين على قيادة هذه المرحلة. وأمام هذا الواقع والانسداد، على القوى المتنافسة إلى حدّ التصادم، التواضع والتراجع لمصلحة الوطن والتوافق على رئيس من خارج التموضعات والاستقطابات الحادة، قادر أن يدير حواراً وطنياً مسؤولاً».

وتؤكد مصادر صيداوية لـ»نداء الوطن» أنّ تصويت البزري وسعد بعيداً عن أي اصطفاف سياسي هو نهج ثابت يتبعه نائبا المدينة بعد الانتخابات النيابية الأخيرة في أيار الماضي، في كثير من الاستحقاقات المهمة في إطار نهج الحياد الإيجابي في القضايا الخلافية الداخلية، من دون أن يلغي الانفتاح والتلاقي والحوار مع القوى السياسية على قاعدة تحقيق مصلحة لبنان العليا بعيداً عن الطائفية والمذهبية.

وشهدت صيدا حركة خفيفة وواكب أبناؤها الجلسة عبر شاشات التلفزة، فيما كان اللافت تنظيم جمعية عطاء بلا مقابل حملة للتبرّع بالدم قرب بلدية صيدا في ساحة النجمة، حيث قال أحد المتبرّعين هادي نجم لـ»نداء الوطن»: «لقد تابعت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، طبعاً لم تنتج رئيساً. آن لهؤلاء النوّاب أن يضخّوا دماً جديداً لإنقاذ لبنان، آن لهم أن يخرجوا لبنان من سريره في غرفة العناية الفائقة ليشاهده العالم وقد جرت الدماء في شرايين مؤسساته».

واعتبر محمد الزعتري «أنّ الجلسة بارقة أمل وفتحت كوّة في جدار التعنّت واللامسؤولية، بغضّ النظر من حمل أرقاماً أعلى من الآخر، لكن هذا لا يكفي. يجب الحوار للتوصل إلى قاسم مشترك لتحسين صورة لبنان، لقد أصبحنا بنظر العالم لبنان المسكين المريض والمتسوّل»، مضيفاً «يا نوّاب الأمة لقد أمّنكم الناس وحملوكم إلى قبة البرلمان عليكم أن تصارحوهم، في رئيس أم لا؟ يعني أُخرجوا وأعلنوا من يمنع وصول الرئيس إلى قصر بعبدا».

نداء الوطن ..محمد دهشة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock