أخبار عربية ودولية

“مسيرات انتحارية”… ما القدرة العسكرية لـ”سرايا القدس”؟

نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، مشاهد تظهر إطلاقها مسيرات انتحارية تجاه قوات إسرائيلية وأخرى لاستهداف مقاتليها جنودا وآليات إسرائيلية غرب غزة، ما يثير التساؤل حول القدرة العسكرية والقتالية لهذا الفصيل الذي يقاتل بجانب كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وتم إطلاق 3 مسّيرات، الأحد الماضي، أدخلتها تلك الكتائب في عملية “طوفان الأقصى” خلال شهرها الخامس، ضمت مسيرة “سحاب” و”صيّاد” والطائرة بدون طيار “هدهد”.

والإثنين، قصفت تجمعات جنود إسرائيليين في محور نتساريم شرق المنطقة الوسطى بغزة برشقة صاروخية من نوع “107” محلي الصنع.
ما أبرز مسيرات سرايا القدس؟
في 2023 كشفت سرايا القدس، عن عددٍ من المسيرات العسكرية الجديدة التي أدخلتها الخدمة لأول مرة.
وحسب موقعها تمكن مهندسيها من تطوير تلك المسيرات العسكرية المحلية الصنع والتي تستخدم لعدة أغراض ومهمات هجومية واستطلاعية، ومن أبرز ما تمتلكه من المسّيرات.
“سحاب”.. تستخدم بمهام الاستطلاع وأخرى هجومية.
“صيّاد”.. هجومية تستهدف قوات الجيش الإسرائيلي وآلياته.
“هدهد”.. تستخدم بالاستطلاع والكشف والتصوير.
“جنين”.. مسيرة هجومية تم استخدامها في استهدفت جيبا عسكريا إسرائيليا في ايلول 2019.
طّورت سرايا القدس، قدرات نوعية من الصناعات العسكرية محلية الصنع، مع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، واستمرت بتطوير قدراتها من خلال زيادة مدى صواريخها وكميات المتفجرات في الرأس الحربي لها، كما أدخلت نماذج صاروخية جديدة تختلف في قوتها، حتّى صارت أكثر فعالية طالت مستوطنات ومنشآت حيويّة إسرائيلية.
ومنذ عام 2006، كانت الصواريخ الروسية والإيرانية بدأت تدخل لغزّة عبر الأنفاق، حيث طورت سرايا القدس بعض منها، ووفق تقارير عسكرية، أشارت إلى أنها تمتلك قدرة صاروخية وقتالية، أبرزها:
صاروخ “جنين”.. دخل الخدمة 2001 ومداه بين 9 و12 كيلومترًا، بطول 200 سنتيمترًا، وقوة تفجيرية تصل إلى 6 كيلوغرامات.
“قدس 4”.. دخل الخدمة 2008 ويبلغ مداه 40 كيلومترًا ويحاكي صاروخ “غراد” الروسي الصنع.
“صاروخ جنين”.. أدخل عام 2002 وتم تطويره إلى “قدس 1” وبدأ بمدى 6 كيلومترات وتطور حتّى “قدس 4” بمدى 9 كيلومترات برأس متفجّر بزنة 8 كيلوغرامات.
“القاسم”.. يمتلك رأس حربي متفجر يحمل 400 كيلوغرام من مادة TNT، ومدى قاتل 200 متر.
“بدر 3”.. الأكثر تطوّراً بسلسلة “بدر”، وهو صاروخ إيراني الصنع، تم تطويره برأس حربي متفجر يزن 350 كيلو غرام، ويصل مداه لأكثر من 160 كيلومتر، وينفجر فوق الهدف بـ 20 متراً، وقادر على التشظّي لأكثر 1400 شظية.
“براق 70 ” و”براق 100″ وبراق 120″.. صواريخ “أرض أرض” تم تزويدها بكرات معدنية فتاكة، وصلت إلى عمق 90 كيلومترا بالأراضي المحتلّة ، وتم زيادة متفجرات الصاروخ “براق 120” إلى 300 كيلوغرامٍ.
عبوة “طارق 1”.. تم استخدمتها في صد هجوم إسرائيلي سابق على مخيم جنين.
“صاروخ 107”.. غير موجه، مخصص للأهداف القريبة والمتوسطة وذو قدرة تدميرية كبيرة وتتراوح كتلته المتفجرة بين 3 و4 كيلوغرامات من مادة “تي أن تي” شديدة الانفجار، ويبلغ وزنه الإجمالي 18 كيلوغراما.
قنبلة “كوع”.. يدوية محلية الصنع، عبارة عن أنابيب حديدية محشوة بمواد متفجرة يتم إشعالها وإلقائها على الأهداف.
صاروخ جعفر.. دخل الخدمة في تشرين الاول 2023 ، ولم تحدد سرايا القدس مداه وقدرته التدميرية.
مجموعة متنوعة من راجمات الصواريخ والأسلحة المضادّة للدروع التي تحمل طرازاتٍ مختلفة.
تعتبر سرايا القدس، ثاني أكبر قوة عسكرية في غزة، بغد كتائب القسام، وتأسست عام 1987 كجناح عسكري لحركة الجهاد، تحت اسم كتائب “سيف الإسلام” ، ومع مطلعِ التسعينات قامت الجهاد بقيادة محمود عرفات الخواجا بتغيير اسم الجناح العسكري إلى “القوى الإسلامية المجاهدة” التي عُرفت اختصارًا باسمِ “قسّم”.
برز اسمها الحالي عام 2002 حين شاركت بمعركة مخيم جنين التي قادها محمود طوالبة.
عاد اسمها مرة أخرى خلال عملية ضد إسرائيل ردا على حملة اعتقالات بصفوفها شنها الجيش الإسرائيلي.
ووفق تقارير عسكرية تشير تقديرات عام 2021 إلى أن عدد مسلحي سرايا القدس يتراوح بين حوالي ألف وعدة آلاف، وفقا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه”.
يعتقد المحللون أن الجهاد تمتلك مخزونها الخاص من الصواريخ وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات، كما تحتفظ بقدرات قتالية كافية لإطلاق الصواريخ ولمحاربة أي قوات إسرائيلية.
وفق تقديرات إسرائيلية فإن الجهاد تحصل على تمويل يقدر بعشرات الملايين من الدولارات سنويا وخبرة تقنية وقتالية من إيران.
تمتلك مقرات في بيروت ودمشق وانتشرت مؤخرا في الضفة الغربية رغم أن انتشارها هناك محدود بشكل أكبر من غزة، بحسب “رويترز”.
يعد عوض القيق، أبرز مهندسيها لتطوير العمل التقني حيث حاول منذ 2007 أن تمتلك الحركة سلاح المُسيرات وبادر بتصميم نموذجاً لطائرة شراعية وأعد أبحاثاً ودراسات لصناعة المُسيرات برفقة مهندسين بالجهاد.
التقدم والتطوّر الذي عرفته القوة العسكرية لسرايا القدس يعود إلى قائدها العام خالد شعبان الدحدوح، إذ كان له دورا في بناء الترسانة الصاروخية لها مع بداية الألفية الجديدة حتى اغتالته إسرائيل في آذار 2006.
ويقول الخبير العسكري اللواء واصف عريقات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن سرايا القدس ومنذ انتفاضة الأقصى عام 2000 أطلقت شرارة التصنيع الصاروخي مع مهندسيها محمود الزطمة ورامي عيسى، حتى تمكنت من إقامة بنية تحتية تكنولوجية بقطاع غزة، تحت إشراف أفرادا تدربوا على الصناعة العسكرية في الخارج، أو تلقوا تعليمات لصنعها بواسطة مواقع الإنترنت.
أقامت الجهاد مواقع عسكرية ومعسكرات لتدريب شبابها كما طورت قدراتها في مجال العتاد العسكري والتصنيع.
تمتلك ورش تصنيع وتصّنع سلاحها وعتادها بأيدي أبنائها ولديها كفاءات من الخبراء والمهندسين الفلسطينيين.
منذ 2019 صعدت من وتيرة تسليحها الصاروخي حيث ارتكزت على تطوير قوته التدميرية.
كان لكثافة ونوعية عمليات السرايا وسلاحها النوعي دورا في إجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من غزّة عام 2005.
سرايا القدس لا تزال في جعبتها المزيد من المفاجآت التي ستذهل الجيش الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock