أخبار لبنانية

جبهة الجنوب تشهد “ميني حرب”.. ومسرحية انتخابية من إدارة جو بايدن

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 2 آذار 2024

في أقل من أربعٍ وعشرين ساعة، سقط لحزب الله ستةُ مقاتلين، ثلاثة منهم في الناقورة على بعد كيلومتر من أحد مقرات قوات الطوارئ الدولية.

المواجهة تعنف في جنوب لبنان، والوضع في غزة ليس أفضل حالًا والذي تُضاف إليه اقتراب القطاع من المجاعة، وفي تطور لافت، دخلت الولايات المتحدة الأميركية على خط إسقاط المواد الغذائية من الجو.
وقد أسقطت طائراتُها قرابة الـ 35 ألف حصة غذائية.

قضية الأسرى ما زالت في المربع الأول، والتعقيدات الجديدة متأتية من الجانبين، الإسرائيلي وحماس: الجانب الإسرائيلي يتمسك بشرط معرفة عدد الأحياء من الأسرى، فيما حماس تعلن تباعًا عن أسرى قُتلوا بالقصف الإسرائيلي.

على جبهة اليمن، الجديد اليوم، الإعلان عن غرقِ سفينةٍ بعد إصابتها قبل أيام واندلاع النيران فيها.

داخليًا، استراحةُ نهاية الأسبوع بعد تطور زيادة الأجور في القطاع العام، وما يمكن أن تُحدِثَه هذه الخطوة من أعباء إضافية على مالية الدولة.

في الجنوب استهدافُ عناصر حزب الله ومسؤوليه مستمر ، وفي الداخل استهدافُ مبادرة تكتل الاعتدال الوطني مستمرٌ ايضاً . ففي اقل من اربع وعشرين ساعة وَجّهت اسرائيل ضربـتـيـن نوعيتـيـن ضد حزب الله ، ما ادى الى استشهاد سبعة من عناصره ومسؤوليه . وقد رد الحزب على العمليتين بقصف طال مواقع عسكرية اسرائيلية عدة . المسار التصاعدي والنوعي للضربات الاسرائيلية يَطرح الكثير من الاسئلة عن مستقبل الوضع في الجنوب ، لا سيما في ظل تهديدات اسرائيلية بأن الهدنة اذا ما طـُبقت على غزة ، لن تَسري مفاعيلُها على لبنان . التوتر العسكري واكبه توترٌ سياسي . اذ صار واضحاً ان فريقَ الممانعة ، وعلى رأسه الثنائي امل – حزب الله ، لا يريد السيرَ بالمبادرة التي طرحها تكتلُ الاعتدال الوطني . هكذا فان اللقاء بين التكـتل وبين حزب الله الاثنين المقبل سيكون من باب لزوم ما لا يلزم ، باعتبار ان الحزب لن يُعطيَ موقفاً بخصوص المبادرة ، فيما بدأ اركانُ الممانعة يُوجّهون سهامَ الانتقاد اليها ويُفرغونها من محتواها الحقيقي . وسط هذه الاجواء الملبدة داخلياً ، المفاوضات حول وقف اطلاق النار في غزة ستُستأنف مبدئياً غدا الاحد في القاهرة ، وسط معلومات تفيد ان الاطراف المعنية اتفقت مبدئياً على مدة الهدنة في القطاع وعلى اطلاق الرهائن والمحتجزين . البداية من الجنوب حيث الاهالي بين نارين: نار الحرب الاسرائيلية ونار سرقة محاصيلهم الزراعية ، و التهمة الاساسية موجهة الى النازحين السوريين

منحى تصعيدي خطير على جبهة الجنوب التي تشهد “ميني حرب” تؤججها اعتداءات إسرائيلية لا تتوقف. أعنف هذه الإعتداءات كان غارات جوية بالطيران المسير والحربي على الناقورة وراميا ما اسفر عن استشهاد سبعة مقاومين. أما ابرز عمليات المقاومة فكان هجوما جويا بمسيرة إنقضاضية على قيادة القطاع المستحدث لجيش الإحتلال في ليمان.

في قطاع غزة مجزرتان جديدتان ارتكبهما العدو في رفح ودير البلح بينما لم تجف دماء ضحايا انقضاض آلة الحرب الإسرائيلية على مئات الفلسطينيين في شارع الرشيد غرب غزة في ما بات يعرف بمجزرة الطحين. المجزرة أحرجت بعض الدول الغربية التي تغض الطرف عن العدوان إن لم تكن أصلا متورطة في دعمه. وفي هذا الإطار شككت صحف أميركية مرموقة بالرواية الإسرائيلية حول مجزرة المساعدات وأكدت أن جيش الإحتلال عدل المواد المصورة التي بثها لدرء اللوم عن نفسه في قتل العشرات وأشارت إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن المجزرة غير متسقة وتتضمن معلومات متناقضة. كذلك شكك مسؤولون في الأمم المتحدة وأطباء وشهود عيان بالرواية الإسرائيلية مشيرين إلى أن عددا كبيرا من الجرحى كانت إصاباتهم ناتجة عن أعيرة نارية أطلقها الجيش الإسرائيلي نحوهم. فهل تسرع مجزرة الشهداء المجبولة دماؤهم بالطحين وقف إطلاق النار في غزة؟. وهل يتحقق كلام جو بايدن الذي قال فيه إنه يأمل التوصل إلى هدنة قبل بدء شهر رمضان أم أن موقفه هذا مجرد كذبة يغطي من خلالها استمرار العدوان بمهزلة إسقاط مساعدات غذائية!!.

هي مهزلة لأن الفلسطينيين الرازحين تحت الحديد والنار منذ مئة وثمانية واربعين يوما ما هكذا يدعمون ولا الجوعى هكذا يغاثون… بطريقة مذلة تجعلهم يتسابقون للظفر بكيس طحين أو حبة تمر أو زجاجة ماء ترمى من الجو!!. المطلوب من بايدن وسواه أمر واحد: أوقفوا حرب الإبادة هذه الآن وإلا فإن مسرحية المساعدات الهزلية مفضوحة وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمن سارع منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى إلى إرسال الأساطيل وفتح مخازنه العسكرية أمام إسرائيل لإبادة شعب غزة عن (بكرة ابيه).

في الإنتظار يحط عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في واشنطن غدا على وقع خلافات بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اعتبر الزيارة تجاوزا لمنصبه. وتأتي زيارة غانتس وسط تقارير لوسائل إعلام عبرية عن نفاد صبر الإدارة الأميركية من سلوك نتنياهو.

بعد اسقاط اطنان من اسلحتها التدميرية على غزة تسببت بمئة الف بين شهيد وجريح فلسطيني، قررت ادارة جو بايدن ابتكار مسرحية انتخابية عبر اسقاط مساعدات من الجو الى الغزيين المحاصرين والمقتلين بقرار اميركي..

بدل حفنة من المساعدات الانتخابية الكاذبة كان يكفي واشنطن الا تستخدم الفيتو ضد قرار وقف حرب الابادة والتجويع في مجلس الامن ..

وبدل تكلف عناء رمي المساعدات بالمظلات لاهانة الفلسطينيين كان بالامكان الايعاز لمن يعنيهم الامر بفتح المعابر وادخال المساعدات..

وبدل كل هذا النفاق كان يكفي ان تخفف اميركا من الجسر الجوي المفتوح لتأمين كل الترسانة العسكرية التي يحتاجها الجيش العبري..

ولاننا في زمن لا حياء فيه ولا انسانية فستجد واشنطن من يسارع الى شكرها على فعلها هذا، فيما افعالها مع الاسرائيليين لا يعكرها بعض التصريحات والانتقادات كما قال المسؤول السابق عن منظومة الدفاع الجوي في الجيش العبريي تسفيكا حيموفتش، الذي دعا الى التفريق بين بعض التصريحات الاميركية وبين الافعال التي تتمثل بالجسر الجوي الاميركي من مختلف الاسلحة والدعم والمساعدات، وكل الفيتويات الحامية لتل ابيب منذ سبعة اوكتوبر، فضلا عن دخولها المباشر في الحرب كضرباتها على اليمن والعراق، كما قال حيموفتش ..

اما قول المقاومين فمزيد من الضربات التي تلاحق جنود الاحتلال على طول القطاع موقعة اصابات مؤكدة، فيما طول الجبهة الشمالية مع لبنان على استنفارها وصعوبة حالها، وجديد رسائل المقاومة الاسلامية عملية دقيقة بمسيرة انقضاضية على قيادة القطاع المستحدث في ليمان،اجنت العدو الذي كثف من اعتداءاته، فضلا عن استهداف مرابض له في الزاعوة وتجمعات لجنوده في جل العلام..

ومع تواتر الاخبار عن محاولات حثيثة لانتزاع هدنة من خلال لقاءات قطرية مصرية واتصالات اميركية، وحديث عن زيارة لوفد من حماس وآخر صهيوني الى القاهرة غدا، كان تأكيد المتحدث باسم سراي القدس ابو حمزة عن استمرار المقاومين في طوفانهم الممتد من غزة الى الضفة فاليمن والعراق ولبنان حتى وقف العدوان، داعيا الامة الى النفير العام نصرة لغزة.

لم يعد واضحا مدى التقدم الذي تم احرازه في مفاوضات الهدنة في غزة، ولاسيما بعد المجزرة الاسرائيلية الاخيرة، وفي ضوء التناقض اليومي في تصريحات الرئيس الاميركي جو بايدن، فضلا عن التضارب في المعطيات بين الافرقاء المعنيين في المنطقة، وفي فلسطين المحتلة.اما محليا، فجمود سياسي تام في انتظار الهدنة التي يفترض ان تنعكس على لبنان، الذي يتخبط في ملفاته الداخلية، وآخرها الفشل الحكومي الذريع في معالجة ملف رواتب القطاع العام والعسكريين.
وفي الملف الرئاسي تحديدا، تُجمع الآراء على ان حراك موفدي الخماسية لا يحمل جديدا، في وقت فرمل المتضررون مبادرة كتلة الاعتدال الرئاسية، بناء على ثلاثة مؤشرات:
المؤشر الاول، تأخير تحديد الموعد الذي يجمعها بكتلة الوفاء للمقاومة حتى مطلع الاسبوع المقبل، بعدما جالت على كل الكتل الاخرى من دون استثناء.
المؤشر الثاني، التصلب الذي ابداه التكتل الوطني المستقل على لسان طوني فرنجية خلال لقاء الجانبين في عمارة شلهوب، حيث تبين ان فرنجية الاب غير مستعد للبحث في التراجع عن ترشيحه مهما كلف الامر.
اما المؤشر الثالث والاهم، فاجواء نبيه بري التي تشير صراحة الى انه كرئيس للمجلس النيابي، لن يدعو الى جلسة مفتوحة بل جلسات متتالية، كما انه لا يسير بطرح الجلسة التشاورية الواحدة السابقة للجلسة، بل يشترط التوافق المسبق على الرئيس لتأمين نصاب الثلثين.

من اسطول ” يو أس اس جيرالد آر فورد ” الى مجموعة حاملة الطائرات القتالية آيزنهاور العاملةِ بالطاقة النَّووية والسفينةِ الرائدة للاسطول السادس ماونت ويتني وما بينها من اربعةَ عشَرَ ملياراً للدعم العسكري ومئاتِ الصواريخ الموجَّهة وصيانةِ القِبة الحديدية، من كلِّ هذه الفضاءاتِ العسكرية التي طرّزَتها الولاياتُ المتحدة بالنجوم القتالية دعماً لاسرائيل .. غيّرت أميركا ” السما” وأَنزلت منها مساعداتٍ انسانيةً لابناء غزة . وانفاذاً لقرار الرئيس جو بايدين بدأت عملياتُ القاء المساعدات جواً بالتعاون مع ” نشامى الاردن ” وأَسقطتِ اليومَ ثلاثُ طائراتِ شَحنٍ عسكرية لتوفيرِ الإغاثة للمدنيين، ستاً وستينَ حُزمةً من الوجبات ” الحلال ” تبعاً للقيادة المركزية الأمريكية ، لكنَّ الفعلَ الحرام كان قد سبق هذه المعونات بمئةٍ وثمانيةٍ واربعين يوماً شاركت فيها الولاياتُ المتحدة الحربَ مع اسرائيل بسلاحين اثنين : العسكريُّ المباشِر ورفعُ اليد بالفيتو القاتل لوقف اطلاق النار . والشتاءُ الغذائيُّ المحدود ترافقُه جولةُ مفاوضات في القاهرة على الهُدنة المؤقتة /اذ يصل وفدٌ قيادي من حماس الى العاصمة المصرية الليلةَ لإجراء محادثات جديدة في شأن الهدنة، وسيجتمع الوفدُ الى المسؤولين المصريين المُشرِفين على مفاوضات وقف النار، ويسلِّمُ ردَّ الحركةِ الرسميَّ حول اقتراح باريس الجديد.وتتوقع اوساطٌ لبنانيةٌ مسؤولة تَرابُط َهذه المفاوضاتِ مع جبهةِ الجنوب المشتعلة، اذ يصلُ الاثنين الوسيطُ الاميركي آموس هوكستين وفي جدول لقاءاته اجتماعانِ مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي الذي سبق له ان كشفَ عمَّا سماه ” تفاهمَ رمضان ” في حديثه الى وكالة رويترز/ واليومَ ابلغَ وزيرُ الخارجية عبدالله بوحبيب نظراءه الغربيين خلال إجتماعاتِ منتدى انطاليا الدبلوماسي، بأن لبنانَ مستعدٌّ للتفاوض غيرِ المباشِر لأن الخِيارَ الآخرَ أمامَنا هو خَطَرُ إتساعِ رُقعةِ الحرب لتصبِحَ حرباً اقليمية. والاشارةُ الدبلوماسية الى استعدادٍ للتفاوض ستَفتحُ على كلِّ النِّقاط العالقة في لبنان/ والتي سيُمسِك بها الوسيطُ الاميركي بَدءاً من تثبيت الهُدنة ثم لاحقاً اطلاقِ مراحلِ التفاوض على النِّقاط المختلَفِ عليها بين لبنان واسرائيل/ قبل فتحِ خرائطِ القرار 1701 وتنفيذِ مندرجاته .
هي مراحلُ مرسّمةٌ بالدمِ من غزةَ الى الجنوب حيث ينشطُ ازيزُ المسيّرات وتغتالُ اسرائيل من خلالها قياداتٍ من حزبِ الله عاملةٍ في القطاعات التِّقْنية .ولبنانُ المسيّرُ تِقنياً وسياسياً واقتصاديا بقدرةٍ الهية ، يَستكملُ اعمالَه من دون قيادةٍ للسفينة .. وبفريقٍ نيابي من نخبة الاعتدال يجول في آخر لقاءاته يومَ الاثنين بحثاً عن نقطة تشاور .اما في المساراتِ الاقتصادية وبعد نكبةِ الحوافز و رفعِ رواتب موظفي الدولة، فإن الجبايةَ الجمركية التي توفّرُ الذخيرةَ المالية .. متوقف، وهذه تشكلُ المورِدَ الرئيسي لبيت المال ،وفي النشرة يلتقط الزميل رياض قبيسي الهاتف للسؤال عن مراكزَ حدوديةٍ شبهِ فارغةٍ من مراقبي جباية الجمارك.
اليوم مسكّرين وكلُّ ذلك لان المجلسَ الاعلى للجمارك لا يشكلُ مراقبين نجحوا في مجلس الخدمة المدنية، التشكيلاتُ نائمة.. والتهريبُ صاحٍ في الجمهورية الهاربة من ضرائبِها وجباياتها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock