منوعات

“لائحة 17” الإسرائيلية.. ألغام نسفت عملية تبادل الأسرى

“منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، أبدى قادة حركة “حماس” موقفاً رافضاً لأي تفاوض بشأن الأسرى العسكريين الإسرائيليين قبل وقف الحرب على قطاع غزة.
وفيما نجحت الهدنة بوقف إطلاق النار على القطاع، في الإفراج عن محتجزين من الجانبين، إلا أن الحرب عادت وبشكلٍ أعنف، وسط محاولات إسرائيلية وضغط غربي لإجبار “حماس” على الاستسلام وتسليم بقية الأسرى.

لائحة 17 أسيرة

في حديث لـ”جسور” يقول قيادي إسلامي مقيم في تركيا، مقرب من فصائل المقاومة الفلسطينية، “إن حماس أوقفت الصفقة الأخيرة المعروفة باسم “لائحة 17″، وهي تضم إسرائيليات، لأنها تعتبرهن من المجندات، وبعضهن يحملن رتباً عسكرية رفيعة، بعكس ما ادعت حكومة الاحتلال بأنهن مدنيات، لذا أوقفت الحركة التبادل ووضعت شروطاً جديدة للإفراج عنهن”.
وأضاف القيادي الإسلامي، “تتصدى “حماس” حالياً للعمليات العسكرية، ولا إمكان للدخول في تفاوض جديد، في ظل استمرار العدوان. و”حماس” أعربت منذ البداية استعدادها لتبادل جثث قتلى جيش الاحتلال، بـالشهداء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أو خارجها، ومنهم شهداء هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، ولكن الاحتلال أبلغ الوسيط القطري أنه غير معني الآن بموضوع الجثث”.

إسرائيل لم توافق على شروط حركة حماس

ويكمل القيادي الإسلامي، “قوات الاحتلال الإسرائيلي قررت عدم استكمال صفقة تبادل الأسرى إلا بشروطها الجديدة، ظناً منها أن تشديد الضربات على القطاع يجبر المقاومة على تغيير موقفها والخضوع لمطالبها. في المقابل تؤكد “حماس” عبر قياداتها، أنها لن تسلم أي أسيرٍ، خصوصاً أن العدد الأكبر المتبقي من العسكريين، إلا مقابل تحقيق أهداف أخرى كتبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين”.
وأشار القيادي الإسلامي، إلى أن “حماس” تحارب منذ أكثر من شهرين، ضد خمس دول منخرطة مع الجيش الإسرائيلي، هي الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، ورغم ذبك لم تتمكن هذه القوى من اكتشاف السلاح الأبرز للحركة، وهو شبكة الأنفاق العسكرية المعقدة، والتي لا أحد يعرف كيف تعمل.

حاملون الجنسيات المزدوجة يعملون في قاعدة “رعيم “الاسرائيلية

وكشف القيادي الإسلامي أن من يحمل جنسية مزدوجة من الأسرى، بعضهم كان يعمل بصفة مستشار عسكري وأمني، والبعض الآخر منتدب من حكومته للتعاون مع إسرائيل، وكلهم أسروا عندما اقتحم المقاومين قاعدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تعرف باسم ثكنة “رعيم” المتخصصة لأعمال التجسس على قطاع غزة ودول المنطقة، وأيضاً تستخدم القاعدة كمقر لقيادة فرقة غزة.

تنسيق بين حركة حماس وحزب الله

وفي سؤال عن التنسيق بين “حماس” و”حزب الله” في لبنان، أكد القيادي الإسلامي أن “حماس” على علاقة تواصل وتنسيق يومية مع قيادة الحزب ضمن غرفة عمليات عسكرية موحدة.
وكشف القيادي الإسلامي أن الغرفة العسكرية المشتركة تضم فصائل من المقاومة الفلسطينية واللبنانية وجنسيات أخرى، واعتبر جهود المقاومين واضحة، ما أدى إلى الضغط على القوات الإسرائيلية من خلال فتح الجبهة الجنوبية اللبنانية. واعتبر أن “محاور القتال للمقاومة حققت نجاحات دقيقة بتشتيت قوات الاحتلال ابتداء من الممر البحري في (الخليج العربي) من خلال أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، و”حزب الله “العراقي، وفصائل المقاومة في العراق وسوريا وكل ذلك بالتنسيق من قيادة “حزب الله” في لبنان.

تهديدات إسرائيلية

وفي سؤال عن دعوة حركة “حماس” فلسطينيي لبنان إلى الالتحاق بمجموعة أطلق عليه اسم “طلائع طوفان الأقصى” للمشاركة في مقاومة إسرائيل انطلاقاً من الاراضي اللبنانية، يقول القيادي الإسلامي “لعل هذه التصريحات التي أطلقها قادة حركة حماس مؤخراً، جاءت بالتنسيق مع قيادة “حزب الله” اللبناني، رداً على تصريحات جهاز الموساد الإسرائيلي بتنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات “حماس” في الخارج، وأبرزها تركيا ولبنان وقطر. فهذه التهديدات تعكس المأزق السياسي والميداني لإسرائيل، لكن أعتقد أن “طلائع طوفان الأقصى” عملها محدد وهو المشاركة في تحصين المخيمات الفلسطينية في لبنان، وخاصة بعد محاولات اغتيال سابقة لقيادات الحركة، وآخرها للشهيد خليل حامد خراز (أبو خالد) من مخيم الرشيدية، الذي اغتالته القوات الاسرائيلية في الجنوب اللبناني عبر عملاء للعدو، الثلاثاء 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بالإضافة إلى قياديين اثنين يحملان الجنسية التركية جراء الغارات الإسرائيلية.

مباحات قطرية تركية

وكشف القيادي الإسلامي، أن من بين المباحثات بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موضوع التهديد الإسرائيلي بتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف قيادات “حماس” في دول تحتضن قياداتها.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، أن بلاده لن تسمح لأحد بتنفيذ عمل غير قانوني، على خلفية “أوامر إسرائيلية بتنفيذ اغتيالات ضد أعضاء “حماس” في بعض الدول، بما فيها تركيا.
وجاءت تصريحات وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة أنقرة أمس الثلاثاء، علق فيه على ما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن “خطط تعدها الاستخبارات الإسرائيلية لاغتيال أعضاء من “حماس” خارج فلسطين بما في ذلك تركيا ولبنان وقطر”.
وقال وزير الداخلية التركي “لا نسمح لأحد بالقدوم والقيام بأي شيء غير قانوني في بلدنا… منع وقوع ذلك مهمتنا الكبرى”. وشدد على أن “الداخلية التركية تتشاور وتتعاون مع الوزارات المعنية وجهاز الاستخبارات”.

أنفاق تجارية وعسكرية

الباحث والمحلل السياسي اللواء المتقاعد المصري سامي ابو العز يقول لـ”جسور”، “بحسب جغرافية غزة، القطاع يرتبط مع مصر من جهة الجنوب بحدود طولها نحو 12 كيلومتراً، ويوجد فيها معبر رفح البري، وهو مخصص لسفر الأفراد، وبوابة صلاح الدين التجارية، أما بقية الحدود عبارة عن منطقة عازلة بين الطرفين، وتحرسها قوات أمن تتبع من جهة غزة لوزارة الداخلية”.
وأضاف اللواء أبو العز، “يوجد في غزة أنفاق تجتاز الأراضي المصرية، وخاصة في منطقة عازلة طولها بين 15 و 20 كيلومتراً. في السابق، وقبل عام 2013، كانت تنتشر في هذه المنطقة (الحدود بين غزة ومصر) أنفاق تحت الأرض مخصصة لعملية التهريب التجاري، حفرها الفلسطينيون في محاولة منهم لكسر الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2006”.

فترة ذهبية لحركة “حماس”

ويضيف اللواء ابو العز، “العلاقات بين حركة “حماس” ومصر بلغت أوجها مع صعود محمد مرسي لسدة الحكم في يونيو/ حزيران عام 2012، إذ جمعت الطرفين الأيديولوجيا الإسلامية، وعاشت حماس فترة ذهبية في قطاع غزة، وكان يُسمح لسكان القطاع بالسفر بحرية عبر معبر رفح. وبعد أسابيع قليلة على تولي مرسي الحكم، تحسنت حركة مرور الفلسطينيين عبر معبر رفح بشكلٍ لافت مقارنةً بالسنوات السابقة التي شهدت فترات عسيرة من الإغلاق المتواصل أو الجزئي. واستطاعت “حماس” الحصول على معدات ثقيلة لحفر الأنفاق، وعلى عتاد وأسلحة من إيران عبر مصر، خاصة بعد التقارب بين محمد مرسي مع القيادة الإيرانية. واستمر تدفق الأسلحة والمعدات الدقيقة الخاصة بالحفر إلى حين إطاحة مرسي من الحكم في يوليو/ تموز عام 2013″.

أنفاق تجارية وأخرى عسكرية

وبحسب معلومات اللواء ابو العز، “الأنفاق بين قطاع غزة ومصر تنقسم الى نوعين: إنفاق تجارية وأنفاق عسكرية. ونجحت القوات المسلحة المصرية منذ عام 2013 في تدمير أنفاق التهريب التجارية، ويقول المتحدث العسكري باسمها في تلك الفترة العقيد أحمد محمد علي إنهم اكتشفوا نحو 550 فتحة نفق، ودمروا في العام الأول ما يصل إلى 225، باستخدام المياه لغمرها وتدمير تربتها، واستمرت هذه العملية حتى عام 2015 تقريباً، تاريخ آخر بيان للجيش المصري عن تدمير أنفاق مرتبطة مع غزة”.
وأكد اللواء أبو العز أن الأنفاق العسكرية لـ”حماس” لم تتأثر بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وحتى الجيش المصري لم يكتشفها… ويطرح في الختام اللواء أبو العز السؤال الآتي: “هل تخضع حكومة الحرب الإسرائيلية لمعادلة “حماس” بتبيض السجون في ظل نفاذ الوقت وضغط أهالي الأسرى على رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو؟ أم أن المعركة مستمرة لفترة أطول رغم تداعياتها ونتائج سياسة الأرض المحروقة وقتل المدنيين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock