صيدا والجنوب

بلدية صيدا ترضخ لأئمة المساجد: الغاء حفل موسيقي

رضخت بلدية صيدا لأئمة المساجد وألغت حفلاً موسيقياً ترفيهياً كان سيقام في الواجهة البحرية للمدينة خلف الملعب البلدي. فقد أتت خطب أئمة المساجد يوم الجمعة الفائت تحت عنوان “قبل أن تغرق المدينة” في خطوة منسقة لمنع إقامة الحفل الترفيهي. وبررت بلدية صيدا الأمر في بيان قالت فيه: “بعد التنسيق بين لجنة الأنشطة في بلدية صيدا وبين إدارة شركة World of Business تم الاتفاق ولأسباب تقنية ولوجستية عدم إقامة الحفل في الملعب البلدي للمدينة، على أن تقوم الشركة المنظمة بنقله إلى مكان أخر”.

البلدية تسحب رعايتها
كان يفترض أن يقام الحفل، الذي يتخلله فقرات فنّية وترفيهية وألعاباً نارية ومشاهير التوك توك، في واجهة صيدا البحرية. لكن البلدية خضعت وسحبت رعايتها للحفل، وتقرر نقله إلى منطقة علمان، حيث سيقام هناك في مكان مخصص للاحتفالات، بالقرب من معبد أشمون، في 20 آب.
كان الحفل برعاية البلدية، التي سحبت يدها منه بسبب رفضه من مجموعات إسلامية، من فلول أحمد الأسير، ومجاراتهم من الجماعة الإسلامية وبعض القوى السياسية الصيداوية. والسبب وجود صور “غير لائقة” للفنانة مايا نعمة، المشاركة في الحفل، كما قالت مصادر صيداوية لـ”المدن”.

تفكيك مجتمع المدينة؟
وكان أئمة المساجد خصصوا خطب يوم الجمعة الفائت لانتقاد إقامة هذا الحفل الترفيهي، وقرروا أن تكون خطبهم تحت عنوان “قبل أن تغرق المدينة”. وقال أحد المشايخ أن مدينة صيدا تعرف بـ”التزام أهلها بالحياء والحشمة والعفة.. وما زالت، والحمد الله، المدينة الوحيدة في لبنان التي لا يوجد فيها مسبح مختلط بين النساء والرجال، وليس فيها ملاهي ليلية، ولا تباع فيها الخمور علانية، وأهلها لا يرضون بظهور المنكر”.

ولم تخلُ خطبته من روح المؤامرة في تحريض المصلين بالقول: “ثمة خطط واستراتيجيات واجتماعات.. وينفقون الأموال من أجل تفكيك كيانية واجتماع هذه المدينة”.

وكـ”عالم اقتصادي مخضرم” يقول الشيء ونقيضه في جملة واحدة، اعتبر الشيخ أن “أهالي صيدا يعانون من انقطاع الماء والكهرباء وغلاء الأسعار والفقر..، ويأتي البعض ويعتبر أن علاج هذه المشاكل يكون بإقامة مهرجانات غنائية.. ويدعو أناس من خارج المدينة لإقامة حفلات راقصة بين الشباب والبنات”.

غير موجودة على الخريطة السياحية
بخلاف كل المدن اللبنانية، تعاني مدينة صيدا من ضعفها باستقطاب السياح، بسبب عدم وجود أنشطة جذب تضعها على الخريطة السياحية. وتأمّل ناشطون وفعاليات صيداوية والجمعيات الأهلية خيراً بدعوة البلدية لهم لنقاش وضع المدينة منذ نحو شهرين، كما قالت مصادر حضرت بعض الاجتماعات.
وشرحت المصادر أن بلدية صيدا خصصت هذه الاجتماعات لبحث سبل تنشيط المدينة في الموسم السياحي. وتقرر حينها جملة أنشطة، لكن مشكلة بعض القيمين على البلدية أنهم يصرون على إبقائها “مدينة طاردة للفرح والسياح”. فقد اقترح العديد من الحاضرين أنشطة صيفية جاذبة للسياح من شأنها تنشيط الحركة الاقتصادية، مثل إقامات احتفالات شبابية وألعاب مائية على الشاطئ، أسوة بمدن كثيرة مثل البترون وغيرها. لكن البعض يصر من خلال تشديده على “خصوصية صيدا” على جعلها مدينة مقفلة يغلب عليها التطرف، فيما معظم أهالي صيدا يذهبون للاستجمام في المنتجعات الممتدة من الرميلة إلى البترون، ويواظبون على المشاركة في المهرجانات الفنية والسياحية في جزين، القريبة من صيدا، وغيرها من المدن.
وتقول المصادر غامزة من قناة أعضاء في البلدية: “البعض يتباكى على عدم وجود سياحة وسياح في المدينة. وعندما تقترح عليه أنشطة جاذبة للسياح، يرفض الاقتراحات. كما لو أن هذا البعض يدفن رأسه بالرمال ولا يريد رؤية أبناء المدينة وهم ينفقون أموالهم في المسابح والمنتجعات الصيفية من صور وصولاً إلى طرابلس”.

غياب الاعتدال
رغم أن مشكلة وضع مدينة صيدا على الخريطة السياحية، كسائر المدن اللبنانية، قديمة ومزمنة، بسبب الأجواء المحافظة، إلا أن الاحتفالات الموسيقية كانت تقام في المدينة رغم الاعتراضات، كما أكدت المصادر. وتضيف: كل مرة يتقرر فيها إقامة حفل موسيقي كانت أصوات الجماعات المتشددة تعلو. لكن كان الأمر ينتهي بعدم الإنصات لها. كانت حجتهم لعدم إقامة احتفالات فنية أن “صيدا إسلامية وليست أوروبية”. لكن كان يتم قمع هذا الجو وتلك المجموعات. فعندما كانت أم نادر (النائبة السابقة بهية الحريري) تقول إن هذا الحفل سيقام كان الجميع يرضخ. لكن يبدو أن انسحاب تيار المستقبل من المدينة والتعامل معها بعدم مبالاة، بدأ يترجم كغياب للاعتدال، لصالح تيارات التشدد والتطرف. وربما يكون الأمر مقصوداً من “المستقبل” أو ربما لم يعد له أي سطوة، أو ربما حضوره بات عابراً في المدينة، تقول المصادر.
المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock