صيدا والجنوب

صيدا ترقص… أو لا ترقص؟

صيدا ترقص أو لا ترقص؟ تغنّي أو لا تغنّي؟ إنّها الهوية الثقافية للمدينة… تلك هي المسألة! انقسم الشارع الصيداوي أخيراً على إقامة حفلة تتضمّن فقرات غنائية وكوميدية ورقصٍ في الملعب البلدي. الانقسام ليس جديداً وهو تحوّل إلى روتين صيداوي يتكرر في مناسبات ترفيهية مشابهة، وبات أشبه بخلاف على الهوية الثقافية للمدينة: أهي دينية أم منفتحة؟.

إحدى الشركات التجارية ولجنة الأنشطة في بلدية صيدا، دعتا إلى سهرة في 20 آب (أغسطس) الحالي على الواجهة البحرية للمدينة الجنوبية، تتضمن غناء استعراضياً مع مايا نعمة وعرضاً كوميدياً لـ «أبي طلال» (وسام سعد) وفقرة تمثيلية لمشاهير الـ «تيك توك»، بالإضافة إلى فقرة خاصة بدي. جاي وعرض أسهم نارية. موعد رأى فيه رجال دين وناشطون متديّنون معارضون لإقامة حفلات راقصة «مختلطة» في الأماكن العامة «نشاطاً منافياً للتعاليم الدينية ويشجع على المعاصي». استند هؤلاء إلى إعلان الحفلة الذي يتضمن رابطاً إلكترونياً لأحد الرعاة، يوصل إلى إعلانات «فاضحة تصل إلى حدّ الإباحية»، بالإضافة إلى وجود صور «غير لائقة» تنشرها مايا نعمة على السوشل ميديا.

هكذا، شنّ المنتقدون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمة الاحتفال والضغط لإلغائه، فنجحوا في مهمّتهم نسبياً بعد اتصالات بالبلدية ودار إفتاء صيدا والتهويل بشنّ حملة لتحريمه على منابر خطب الجمعة في مساجد المدينة والتهديد بالنزول على الأرض لمنعه مباشرةً. تراجعت البلدية عن تأييدها للاحتفال وأعلنت عن نقله من المكان العام إلى إحدى قاعات الأعراس على بُعد أمتار من الملعب البلدي. وبرّرت البلدية تراجعها بوجود أسباب «تقنية ولوجستية». وقالت في بيان عن سحب رعايتها للحفلة: «تداركاً للفتنة، ونظراً إلى أن الأوضاع لا تسمح في ظلّ الظروف، والوضع في غزة، وفي ظلّ التخوّف من تطوّر الأمر وحصول ما ليس في الحسبان، تقرّر رفض الحفل وسحب رعاية البلدية».
وعلمت «الأخبار» أنّ البلدية طلبت من مايا نعمة وفرقتها «الاحتشام» أثناء تأدية «وصْلتها»، لكن ذلك لم يشفِ غليل المعترضين الذين أصرّوا على رفضهم القاطع لإقامة السهرة.
في المقابل، سجّلت شريحة واسعة (خصوصاً من الشباب) اعتراضها على ما يجري، واعتبرته تدخّلاً واعتداء على الحريات الشخصية بهدف فرض نمط حياة «متشدّد ورجعي».

وعلّقت فاعليات ثقافية صيداوية على المنع باتهام المعترضين بضيق الصدر والتحجّر مع تأكيدها على أنّ الأساس اليوم هو «السعي لتحسين ظروف الناس الاقتصادية وأن الأولويات يجب أن تكون لتوفير المتطلبات الاجتماعية للفئات الشعبية من الصيداويين وإطلاق المبادرات التطوعية لتحسين ظروف المعيشة لهذه الشريحة».
والمعلوم أنّ الجهات الدينية نفسها كانت قد منعت إقامة مهرجانات مماثلة خلال السنوات الماضية، لكنّ الجديد هذه المرة أنّ القوى السياسية الرئيسة في المدينة، لم تعلّق على الانقسام الحاصل ولم تتخذ موقفاً منه خلافاً للسابق، باستثناء الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد الذي أصدر بياناً دعا فيه البلدية إلى توضيح الأسباب الحقيقية للقرار الذي أصدرته، مشدّداً على أنّها مطالبة بـ «الردّ على حملة الإساءات المتعددة الأهداف التي طاولت المدينة!».
علي حشيشو – الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock