متابعة مباشرة

تهافت» على عاملات لبنانيات .. اللبنانية لا تعمل في «تنظيف البيوت» .. وان عملت بالسر

اليوم، لم يعد الحديث عن عمالة منزلية لبنانية أمراً مستنكراً، بدليل أن صفحات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي تطلب عاملات لبنانيات وسوريات للعمل في الخدمة المنزلية من دون أن تتعرّض لهجوم «عنيف».
«تهافت» على عاملات لبنانيات
جولة في هذه الصفحات تكشف حجم الطلب الكبير على عاملات لبنانيات في المنازل للتنظيف وأحيانا كثيرة معطوفة على رعاية أطفال، مسنّين، مقعدين، معوّقين. من الشروط أيضاً أن تكون تجيد الطبخ، بعضها مع منامة وبعضها من دونها. في حالات نادرة، يكون الطالب محظوظاً فيأتيه تعليق: «أنا مهتمة»، «أنا موافقة». لكن الأسماء الوهمية التي يأتي الردّ عن طريقها للاستفسار عن التفاصيل تؤكد أن ممارسة هذا العمل لا تزال «سرية» تماماً كما يحصل على أرض الواقع، إذ طلبت سيدة من صاحبة المنزل ألا تخبر أحداً عنها إذا سألوها عن عاملة، تريد أن تعمل «ولا من شاف ولا مين دري». وتكشف طلبات العمل استغلال السيدات والفتيات في أعمال ذات دوامات طويلة من دون استراحة أو مع منامة من دون إجازة. أما الأجر فيتراوح بين 3 ملايين و7 ملايين ليرة، وهناك من يعرض 150$ إلى 200$. أحد العروض كتب للتعويض عن الراتب البخس «المعاملة جيدة جداً»!

الطلب من دون عرض
ما سبق قوله لا يوصل إلى نتيجة أننا نمرّ ببدايات تحوّل إلى عمالة منزلية محلية. يجزم علي الأمين، عضو مجلس نقابة أصحاب مكاتب الاستقدام في لبنان أن «الطلب لا يقابله عرض أبداً»، مؤكدا أنه «إذا وجدت اليد العاملة، فأنا مستعد لاستقطابها». صحيح أن العمالة المحلية، وخاصة الجزئية اليومية أو عالساعة، لا تحتاج إلى وسيط كالمكتب وتحصل بشكل سري بين الطرفين أحياناً، إلا أن الأمين يبدو متأكداً من غياب العرض في السوق لأنه «يومياً يتصلون بنا ويسألوننا عن عمل يومي أو عالساعة، فنجيب أننا لا نعمل بهذه الطريقة بل بعقود عمل». وعن العمل غير الشرعي الذي تمارسه عاملات أجنبيات عالساعة فهو يراه «ظاهرة تثقل كاهل المكاتب».
لماذا لا يعملن؟
ظنّ البعض أن الفقر والعوز سيفتحان الطريق أمام العمل في الخدمة المنزلية، لدرجة أنه «تصل إلى مكاتب الاستقدام طلبات بين الحين والآخر لتأمين سيدة لبنانية للعمل في الخدمة المنزلية في الخارج مقابل مبالغ مالية عالية»، بحسب الأمين، لكن «طبعاً هذا مستحيل». لماذا لا ترضى اللبنانية والسورية والفلسطينية بما ترضاه الأجنبيات الأسيويات والأفريقيات؟ تجيب أستاذة الأنتروبولوجيا في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية مهى كيال عن ذلك بالقول: «الموروثات الثقافية تمنع الوالد من تشغيل ابنته في المنازل خوفاً من ألّا يرضى أحد الزواج بها، أو حتى أن يقال للزوج إنه يشغّل عند الناس». هكذا ينظرون «بدونيّة» إلى العمل في الخدمة المنزلية. إلى ذلك، لا تصمد عاملات محليات في الخدمة المنزلية، أصحاب العمل يصرفونهن نتيجة تقارب اللغة والثقافة بينهما، ما يجدونه تعدياً على خصوصية المنازل.
المصدر| زينب حمود – الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock