أخبار عربية ودولية

نقطة تحول”… تهديد للعلاقات الأميركية الإسرائيلية!

رأت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن “صبر الرئيس الأميركي جو بايدن على الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بدأ ينفد.
فبعد أيام فقط من وصف سلوك الرد الإسرائيلي على هجمات حماس في 7 تشرين الأول الماضي بأنه “مبالغ فيه”، قدّم بايدن طلباً محدداً وفورياً الإثنين الماضي لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وحسب تقرير للصحيفة، قال الرئيس الأميركي إن “العملية العسكرية المخطط لها في رفح، المدينة الواقعة على طول الحدود مع مصر، والتي لجأ إليها 1.5 مليون شخص – أكثر من نصف سكان غزة – بحثاً عن ملاذ بعد أن أجبروا على ترك منازلهم، لا ينبغي أن تستمر، دون خطة ذات مصداقية لضمان عدم تعرض الأشخاص هناك للأذى”.
ولم يذكر الرئيس الأميركي تفاصيل العواقب، ولم يُدن الهجوم المحتمل على رفح بعبارات صارخة كما فعل بعض حلفاء الولايات المتحدة مثل أستراليا وكندا ونيوزيلندا، الذين أصدر قادتهم بياناً مشتركاً هذا الأسبوع، حذروا فيه من أن “العملية ستكون كارثية”.
ولكن بايدن أوضح، أمس الجمعة، أن “توقعه هو أن الإسرائيليين لن يقوموا بأي غزو بري واسع النطاق”، بينما كانت المفاوضات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بالإفراج عن الرهائن، الذين تحتجزهم حماس مستمرة.
وكشفت الصحيفة أن “هذه التصريحات الفظة، تشير إلى مصير رفح كـ”نقطة تحول” محتملة في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، والصراع في الشرق الأوسط”.
وضغطت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، والعمل مع السلطة الفلسطينية لصياغة خطة ما بعد الحرب، ومعالجة الاضطرابات المتفاقمة في الضفة الغربية، ولكن دون نجاح.
وكانت واشنطن تأمل وتتوقع أيضاً أن تكون إسرائيل قد حولت عملياتها الآن إلى استراتيجية أقل كثافة، ولكن فيما يتعلق برفح يبدو أنها تخطط لعكس ذلك تماماً.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أنه “إذا تجاهلت إسرائيل تحذير بايدن، وواصلت هجوماً برياً شديد الوطأة في المدينة، غير مبالية بحياة المدنيين، فإن ذلك سيضر بالجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، والمحاولات الدبلوماسية للتوسط في تسوية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي طال أمده”.
وأضافت أنه “قد يؤدي أيضاً إلى وصول العلاقة المتوترة بين بايدن ونتانياهو إلى “نقطة الانهيار”، ويهدد برد فعل عنيف أوسع من الديمقراطيين في الكونغرس، حيث يأمل الرئيس الأميركي في تعزيز دعم الحزب، قبل محاولته إعادة انتخابه في تشرين الثاني المقبل.
وأوضحت أن “الأسوأ من ذلك، أن تحدي إسرائيل المستمر – وإحجام الولايات المتحدة عن الاستفادة من نفوذها الذي لا مثيل له على البلاد – يغذي الشكوك حول مدى النفوذ الحقيقي الذي تتمتع به الولايات المتحدة في المنطقة، كما يزيد من تشويه مكانتها لدى العالمين العربي والإسلامي”.
ويتصاعد القلق في واشنطن من احتمال انتقال الهجوم الإسرائيلي إلى رفح.
وقال جيسون كرو، عضو الكونغرس الديمقراطي من كولورادو: “لقد أذهلني بصراحة هذا النهج. لا أعرف ما الذي يحاولون تحقيقه”.
وأضاف، “إذا لم تحم المدنيين، وإذا لم تكن أكثر دقة في عملياتك العسكرية، فإن ذلك يخلق مشاكل أكثر مما تحله. وما نراه هنا الآن هو رد فعل سلبي هائل ضد إسرائيل، وهو ما لا يجعلها أكثر أماناً”.
وأشار كرو، وهو عضو في لجنتي الشؤون الخارجية والاستخبارات بمجلس النواب، إلى أن “بايدن بحاجة إلى أن يكون أكثر حزماً مع نتانياهو”.
وتابع، “لقد حان الوقت لنكون واضحين للغاية، الولايات المتحدة لن تدعم هجوماً برياً في رفح. سيؤدي ذلك إلى عرقلة فرص السلام. وسوف يعرقل فرصنا في تأمين صفقة الرهائن. وسيكون الأمر صعباً للغاية بالنسبة للأمن القومي الأميركي في المنطقة”
وعلى الرغم من إحباطهم المتزايد، لا يرى مسؤولو إدارة بايدن أي بديل فوري للعمل مع نتانياهو، ويدركون أنه ربما يكون محاورهم الوحيد إذا كانوا يريدون إنهاء الحرب عاجلاً وليس آجلاً.
وقال مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل: “نتانياهو هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وعلى الرغم من كل الحديث عن إسقاط حكومته، فإن هذا لا يبدو في الأفق”.
ووفق الصحيفة، فإن السؤال الذي يتردد في ذهن بايدن هو ما هي التكلفة السياسية، التي قد تترتب على الحفاظ على الوضع الراهن مع إسرائيل، بينما يتجه إلى معركة صعبة لإعادة انتخابه هذا الخريف، ربما ضد الرئيس السابق دونالد ترمب.
وما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة لبايدن، أن المجتمعات العربية الأميركية التي تصوت تقليدياً للديمقراطيين في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان، يمكن أن تعاني من انخفاض نسبة الإقبال أو تشهد حصة أكبر من الأصوات لمرشحي الطرف الثالث، حيث يسعى السكان للاحتجاج على السياسة الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock